اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأحد، أن تجنيد إسرائيل لاجئين أفارقة للقتال في قطاع غزة، محاولة لتعويض النزف الكبير الذي يتعرض له الجيش الإسرائيلي.
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل جندت طالبي لجوء أفارقة للقتال في غزة مقابل وعود بمنحهم إقامة دائمة.
وقالت حماس، في بيانها، إن "ما كشف عنه الإعلام العبري من تجنيد جيش الاحتلال الإرهابي لطالبي اللجوء الأفارقة للقتال في قطاع غزة ضمن صفوفه مقابل تسهيل حصولهم على الإقامة؛ تأكيدٌ على عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها هذا الكيان المارق".
واعتبرت ذلك "محاولة تعويض النزف الكبير في عديد جيشه، بفعل تصدّي مقاومي شعبنا البواسل في قطاع غزة".
ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة باستخدام ما يتوفر لديه من أسلحة وعتاد، كما لم تبخل عليه دول كالولايات المتحدة بتقديم الصواريخ التي كان يطلبها ولا بالميزانيات التي رصدت لشراء الأسلحة، إنما امتدت احتياجاته إلى الاستعانة بالمرتزقة في حربه البرية الدائرة في القطاع.
وأفادت "هآرتس" بأن وزارة الداخلية الإسرائيلية بحثت إمكانية تجنيد أبناء الجيل الثاني من طالبي اللجوء، الذين تلقوا تعليمهم في جهاز التعليم الإسرائيلي مقابل تسوية دائمة لوضعهم القانوني ولأفراد عائلاتهم.
هآرتس قالت أيضًا إن إسرائيل تدير عمليات تجنيد المرتزقة الأفارقة بشكل منظم وبمرافقة المستشارة القضائية للأجهزة الأمنية، لكن من دون مناقشة البعد الأخلاقي لاستخدام طالبي اللجوء في عمليات عسكرية، علمًا بأنه يعيش في إسرائيل نحو 30 ألف طالب لجوء، 3500 منهم من السودان.
كيف تجري عملية التجنيد الإسرائيلية؟
ويفيد التحقيق الإسرائيلي بأن طالبي اللجوء الذين هربوا من بلدانهم بواقع الحروب هم المستهدفون بالدرجة الأولى.
وتبدأ بعد ذلك عملية مساومة تفضي بإغرائهم بقبول المشاركة في الحرب مقابل وعود بمنحهم الإقامة الدائمة، عدا عن وعود بتسوية أوضاعهم القانونية، إلا أنه رغم تلك الوعود لم يحصل أي مشارك على وضع قانوني دائم حتى الآن حسب ما أورده التحقيق.
أما عن أعداد المرتزقة المشاركين في صفوف الجيش الإسرائيلي، فالتحقيق لم يحدّد رقمًا، كما لم تكشف الصحيفة عن طبيعة العمليات التي يتم إدراجهم فيها. لكنها أكدت استخدامهم في عدة عمليات حظيت بمتابعة إعلامية كبيرة. واكتفت الصحيفة بالقول إن تلك العمليات تعرض بالفعل حياتهم للخطر.
وتضمن تقرير هآرتس في صفحاته شهادة لاجئ كان قد طلب في السابق الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي في محاولة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، غير أن طلبه قوبل بالرفض آنذاك.
وخلال الأشهر الأولى من الحرب تلقى مكالمة هاتفية من الشرطة، وطُلب منه الحضور فورًا إلى منشأة أمنية دون تقديم تفاصيل، وعند وصوله قالوا له إنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش.
وأشارت الصحيفة في ذلك التحقيق إلى أنه جرى ابتزاز طالبي اللجوء الأفارقة في هذه الحرب، كما لفتت إلى بروز أصوات معارضة لاستخدام أوضاع اللاجئين وتجنيدهم، لكن هذه الأصوات سرعان ما أسكتت بحسب الصحيفة وسط انتقادات وجهت إليها.