الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

بايدن يعد بمواصلة "مكافحة الإرهاب".. ماذا بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة؟

بايدن يعد بمواصلة "مكافحة الإرهاب".. ماذا بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش تداعيات العملية الأميركية التي أفضت إلى مقتل زعيم تنظيم الدولة (الصورة: غيتي)
أفاد الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه سيتخذ "إجراءات حاسمة لحماية" الولايات المتحدة، متعهدًا بأن تظل القوات الأميركية "يقظة" بعد العملية الأخيرة في إدلب.

وعد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن بلاده ستواصل "مكافحة الإرهاب" في العالم بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية نفذتها وحدة كوماندوس أميركية فجر أمس الخميس على منزل في شمال غربي سوريا.

ووفق الرواية الأميركية، التي أعلنها بايدن في مؤتمر صحافي من البيت الأبيض، فإن القرشي فجر نفسه وأفرادًا من أسرته خلال العملية الأميركية التي سقط خلالها ضحايا من المدنيين.

"عمل جبان يائس"

وقال بايدن: إنّ الولايات المتحدة "أزالت تهديدًا إرهابيًا كبيرًا في العالم" بهذه العملية التي نفّذتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية في بلدة أطمة بمنطقة إدلب في شمال غربي سوريا.

وكانت القوات الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب قد أعلنت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي في عملية أميركية مماثلة في منطقة إدلب أيضًا.

ووعد بايدن بأن تظل الولايات المتحدة ملتزمة الحرب الدولية ضد الإرهاب، وقال: إنّ "هذه العملية دليل على أن أميركا لديها الوسائل والقدرة على القضاء على التهديدات الإرهابية أينما كانت في العالم".

وأضاف أنّه "بينما كان جنودنا يتقدّمون للقبض عليه، اختار الإرهابي، في عمل جبان يائس أخير، ومن دون أيّ مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى، تفجير نفسه.. عوضًا عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها".

وقال: إنّ القرشي بتفجير نفسه "أخذ معه العديد من أفراد عائلته مثلما فعل سلفه".

حماية الشعب الأميركي

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ مقتل القرشي يوجه رسالة قوية إلى قادة التنظيمات "الإرهابية" حول العالم مفادها "سنلاحقكم ونجدكم".

وتابع: "أحاول حماية الشعب الأميركي من التهديدات الإرهابية، وسأتخذ إجراءات حاسمة لحماية هذا البلد"، متعهّدًا بأن تظلّ القوات الأميركية "يقظة" ومستعدّة.

وشدّد بايدن على أنّ قرار إرسال وحدة كوماندوس لتنفيذ العملية ضدّ زعيم تنظيم الدولة عوضًا عن تصفيته بواسطة غارة جوية مردّه إلى أنّ واشنطن أرادت تجنّب سقوط ضحايا مدنيين.

وقال: "لعلمنا أنّ هذا الإرهابي اختار أن يحيط نفسه بعائلات، بينها أطفال، اتّخذنا خيار تنفيذ غارة للقوات الخاصة مع كلّ ما لها من مخاطر أكبر بكثير على عناصرنا، بدلًا من استهدافه بضربة جوية".

وأضاف: "اتّخذنا هذا الخيار لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

تفاصيل العملية

من جانبه، قال مسؤول كبير لوكالة "فرانس برس": إنّ جميع القتلى الذين سقطوا خلال الغارة قضوا "بسبب أعمال إرهابيي تنظيم الدولة" وليس بنيران القوات الأميركية. ولم يصب أي عنصر أميركي في الغارة، لكنّ إحدى المروحيات التي شاركت في العملية واجهت مشكلة فنّية استدعت تدميرها في مكانها.

وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قد قال إنّه عند بدء عملية الإنزال "فجّر الهدف الإرهابي قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال".

وكان الانفجار كبيرًا لدرجة أنه أدى إلى تطاير الجثث خارج المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق إلى الشوارع المحيطة به في بلدة أطمة على حد وصف المسؤولين الأميركيين الذين أنحوا باللائمة على تنظيم الدولة في سقوط جميع الضحايا المدنيين.

ووفق وكالة "رويترز" نقلًا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن من المعتقد أن الانفجار قتل القرشي وزوجتيه وطفلًا في الطابق الثالث وطفلًا آخر على الأرجح كان في الطابق الثاني مع مساعد للقرشي وزوجته قتلا بعدما أطلقا النار على القوات الأميركية.

اختلاف في عدد القتلى

وأضاف المسؤول أنّ مقاتلين آخرين قتلا بعد إطلاق النار على طائرات هليكوبتر أميركية.

وتابع قائلًا: إنّ القرشي كان يستخدم المنزل وعائلة تعيش في الطابق الأول "درعًا واقية" وهو عامل عقَّد التخطيط للغارة.

ولم يتمكن المسؤول من تفسير سبب الاختلاف بين هذه الأرقام وتلك التي قدمها عمال الإنقاذ السوريون الذين قالوا إن 13 على الأقل لقوا حتفهم، بينهم أربع نساء وستة أطفال.

وقال المسؤول: "من الواضح جدًا من مراجعة العملية في حينها أن الانفجار الهائل الذي وقع بالطابق الثالث هو ما تسبب حقًا في سقوط الضحايا".

من جهته، رأى الباحث في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية في حديث إلى "العربي" من عمّان أن وجود عمل استخباراتي على مدى أشهر ساعد في حدوث العملية الأميركية.

واعتبر أن العملية الأميركية حققت نجاحًا تكتيكيًا وليس إستراتيجيًا، حيث يستبدل التنظيم القيادات بقيادات أخرى، مؤكدًا أن الأسباب الجوهرية للتنظيم لا تزال موجودة.

من هو القرشي؟

ومنذ تسلّمه مهامه خلفًا للبغدادي في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2019، لم يظهر القرشي علنًا أو في أيّ من إصدارات التنظيم ولا يُعرف الكثير عنه أو عن تنقّلاته.

وبعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو أمير محمّد عبد الرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت رصدت في أغسطس/ آب 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قياديًا في التنظيم، لكنّه مع ذلك كان "خليفة محتملًا" للبغدادي.

وضاعفت المكافأة في يونيو/ حزيران 2020 إلى عشرة ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".

وبحسب موقع "المكافآت من أجل العدالة" التابع للحكومة الأميركية فإنّ المولى، الذي "يعرف أيضًا باسم حجي عبد الله" كان "باحثًا دينيًا في تنظيم القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولى دورًا قياديًا كبيرًا" في التنظيم.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close