يمثل النائب الانفصالي في البرلمان الأوروبي والرئيس السابق لإقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون أمام محكمة إيطالية اليوم الجمعة، في أعقاب توقيفه بعد أربع سنوات على فراره من إسبانيا بتهمة "التحريض على الفتنة".
وأوقف الزعيم الكاتالوني لدى وصوله مطار ألغيرو الإيطالي أمس الخميس، حيث سيمثل أمام قضاة محكمة الاستئناف في ساساري المختصة، حسب ما أكد كبير مستشاريه جوزيب لويس آلاي.
وبوتشيمون (58 عامًا) مطلوب في إسبانيا بتهمة إثارة الفتنة بسبب محاولاته الرامية إلى انفصال كاتالونيا عن مدريد خلال استفتاء نظمه في العام 2017.
مذكرة توقيف أوروبية
ومن جهته، كتب محاميه غونزالو بوي على تويتر: "الرئيس بوتشيمون أوقِف لدى وصوله إلى سردينيا التي توجه إليها بصفته عضوا في البرلمان الأوروبي"، موضحًا أن توقيفه حصل بناء على مذكرة توقيف أوروبية بتاريخ 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
El President Puigdemont ha sido detenido a su llegada a Cerdeña donde acudía como eurodiputado; esta detención es en función de la euroorden de 14 de octubre de 2019 que, por imperativo legal -según establece el Estatuto del TJUE, se encuentra suspendida.
— Gonzalo Boye (@boye_g) September 23, 2021
وتأتي عملية توقيفه بعد أسبوع من استئناف الحكومة الإسبانية، ذات الميول اليسارية والسلطات الإقليمية الكتالونية، المفاوضات لإيجاد حل لأسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود.
وفي 9 مارس/ آذار، رفع البرلمان الأوروبي الحصانة البرلمانية عن بوتشيمون واثنين آخرين من أعضاء البرلمان الأوروبي المؤيدين للانفصال، وهو إجراء أكدته محكمة الاتحاد الأوروبي في 30 يوليو/ تموز الماضي.
ومع ذلك، فإن قرار البرلمان الأوروبي قيد الاستئناف والحكم النهائي لمحكمة الاتحاد الأوروبي لم يصدر بعد.
مدريد "تحترم" القرار الإيطالي
وعقب توقيف بوتشيمون أمس الخميس، عبّرت مدريد عن "احترامها قرارات السلطات والمحاكم الإيطالية".
وقالت الحكومة الإسبانية في بيان: "إنّ توقيف بوتشيمون يتوافق مع إجراء قضائي مستمر ينطبق على أي مواطن في الاتحاد الأوروبي يتعين عليه أن يمثل أمام المحاكم".
وأضافت: أنّ على بوتشيمون "الخضوع للإجراءات القضائية مثل أي مواطن آخر".
ومن جانبه، أكد فابيو برونو القنصل الفخري لإسبانيا في سردينيا لوكالة أنسا الإيطالية للأنباء، أنّ بوتشيمون عيّن محاميًا في ساساري وهو يتابع القضية.
الرئيس الكاتالوني: ما يحصل "اضطهاد"
في سياق متصل، اعتبر الرئيس الكاتالوني الجديد بيري أراغونيس، وهو انفصالي لكنه أكثر اعتدالًا من سلفه، أن عملية توقيف بوتشيمون هي بمثابة "اضطهاد".
وكتب على تويتر: "ندين الاضطهاد والقمع القضائي بأشد العبارات. كل ذلك يجب أن يتوقف"، مضيفًا: "تقرير المصير" كان "الحل الوحيد".
Davant de la persecució i repressió judicial, la més enèrgica condemna. S’ha d’aturar. L’amnistia és l’únic camí. L’autodeterminació, l’única solució. Al teu costat, president @krls.
— Pere Aragonès i Garcia 🎗 (@perearagones) September 23, 2021
ومن جهته، وصف كويم تورا، الذي تولى رئاسة حكومة كاتالونيا في العام 2018 بعد الاستفتاء، احتمال تسليم بوتشيمون إلى إسبانيا بأنه "كارثي"، ودعا الناشطين المؤيدين للاستقلال إلى البقاء في "حالة تأهب قصوى".
وبالإضافة إلى بوتشيمون، فإن الوزيرين الإقليميين السابقين في كتالونيا توني كومين وكلارا بونساتي مطلوبان أيضًا في إسبانيا بتهمة التحريض على الفتنة.
صراع طويل
وكانت القيادة الإقليمية الانفصالية في كاتالونيا قد أجرت استفتاء في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 رغم منعه من قبل مدريد، وقد اتّسمت العملية بعنف الشرطة.
وبعد أسابيع قليلة، أصدرت القيادة إعلان الاستقلال الذي لم يستمر طويلا ما دفع بوتشيمون للفرار إلى خارج البلاد.
أما الآخرون الذين بقوا في إسبانيا، فقبض عليهم وتمت محاكمتهم. كذلك، لم يستفد بوتشيمون من العفو الذي منح في يونيو/ حزيران لتسعة من الناشطين المؤيدين للاستقلال الذين سجنوا في إسبانيا.