شيّع آلاف الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد المسن سليمان الهذالين "أيقونة المقاومة الشعبية"، جنوبي الضفة الغربية، بجنازة عسكرية وشعبية انطلقت من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، إلى مسقط رأسه قرية أم الخير بمسافر يطا جنوبًا.
وكان المسن سليمان الهذالين البالغ من العمر 75 عامًا، استشهد، متأثرًا بجروحه التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوبي الخليل، بعد أن دهسته مركبة تابعة للاحتلال، في الخامس من الشهر الجاري.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية حينها، بأن الشهيد المسن، أصيب بالرأس والصدر والبطن والحوض، وأدخل إلى مستشفى الميزان بالخليل لتلقي العلاج إلى حين استشهاده صباح أمس الإثنين.
الموكب طاف عدة أحياء
ووفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، فإن موكب التشييع انطلق من أمام المستشفى، نحو منزل الشهيد، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم أدى المشيّعون صلاة الجنازة على جثمانه في أم الخير، ليحمل بعد ذلك ملفوفًا بالعلم الفلسطيني، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة القرية.
ورفع المشاركون في الموكب، الذي طاف عدة أحياء بمدينة الخليل وبلدة يطا ومسافرها، العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات مطالبة باستمرار المقاومة الشعبية انتصارًا لأرواح الشهداء، ونصرة المسجد الأقصى، وأخرى منددة بالجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين العزل.
قديش جنازة الشيخ سليمان الهذالين اليوم_يسار_ بتشبه جنازة باسل الأعرج _يمين_ الحشود... الجغرافيا.. سور المستوطنة... الاغتيال.. ويصطفي منكم pic.twitter.com/KjdOyNXhdc
— Muath Hamed (@MuathHamed) January 18, 2022
وتنحدر عائلة الشيخ سليمان من منطقة عراد بمحاذاة أراضي عام 1948 جنوبي محافظة الخليل، وسكنت في خربة أم الخير جنوب شرق يطا، بعد شراء قطعة أرض فيها عام 1965، لكن الاحتلال أقام على جزء من أرضها وأراضي المواطنين مستوطنة "كرمئيل" عام 1980، وأصبحت تتوسع يوما بعد يوم.
تشييع مهيب للشيخ سليمان الهذالين في بلدة يطا قرب مدينة الخليل الفلسطينية. الجمهور وفي دوماً لأصحاب التضحية والمبادئ. pic.twitter.com/k8wp6no4L2
— محمد عايش (@ayesh_mo) January 18, 2022
يشار إلى أن الشيخ الهذالين من نشطاء المقاومة الشعبية البارزين، حيث حرص على المشاركة في الفعاليات كافة المناهضة للاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية، خاصة في منطقة مسافر يطا في محافظة الخليل.
ويتعرض الفلسطينيون جنوبي الخليل وفي مناطق متفرقة من الضفة، لاعتداءات متكررة من المستوطنين بحماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي، بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم، بحسب مسؤولين فلسطينيين. وتفيد تقديرات شبه رسمية بوجود نحو 650 ألف مستوطن في الضفة بما فيها القدس الشرقية.