الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

بحثا العلاقات الثنائية.. أزمة سد النهضة تتصدر اجتماع السيسي والبرهان

بحثا العلاقات الثنائية.. أزمة سد النهضة تتصدر اجتماع السيسي والبرهان

Changed

فقرة من برنامج "قضايا" حول السيناريوهات المتوقعة بعد الملء الثالث لسد النهضة (الصورة: الأناضول)
تتعاون مصر مع السودان في ملفات عديدة أبرزها "سد النهضة"، حيث يتمسك البلدان بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملئه وتشغيله.

بعد أسبوعين من تحذير مصر من استمرار الوضع الحالي لأزمة سد النهضة الإثيوبي، وأكدت تمسكها بعقد اتفاق شامل في أقرب وقت، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم السبت، تطورات ملف "سد النهضة"، إضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

وشهد اللقاء الذي جمع السيسي مع البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة، استعراض آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات ملف سد النهضة.

أزمة سد النهضة

وبحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، جرى "التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين".

وتتعاون مصر مع السودان في ملفات عديدة أبرزها "سد النهضة"، حيث يتمسك البلدان بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملئه وتشغيله، وسط مفاوضات ثلاثية متجمدة منذ نحو عام مع إثيوبيا.

وتتمسك دولتا مصب نهر النيل مصر والسودان بالاتفاق لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.

غير أن إثيوبيا ترفض ذلك، وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.

وعقب ذلك، توجهت مصر إلى مجلس الأمن الدولي في يوليو/ تموز الماضي رافضة خطوات أديس أبابا في الملء "المنفرد" للسد خشية تأثيرها على حصتها المائية.

وحتى الآن، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد؛ لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك.

وكانت إثيوبيا وهي دولة منبع نهر النيل، أكملت أغسطس/ آب الماضي  الملء الثالث للسد، بعد عمليتي ملء مماثلتين العامين الماضيين دون تنسيق في المراحل الثلاثة مع دولتي المصب مصر والسودان.

بحث العلاقات الثنائية

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، استعرض السيسي والبرهان "مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين".

وأكد الجانبان "أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات السياسية والعسكرية، والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين" وفق المصدر ذاته.

ونقل البيان عن السيسي "تأكيده حرص مصر على تقديم كافة سبل الدعم لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في السودان الشقيق".

وأضاف السيسي أن ذلك يأتي "انطلاقًا من دعم مصر الكامل للسودان في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وكذا الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل".

من جهته، أعرب البرهان، وفق ما نقل عنه البيان عن "التقدير العميق الذي يكنه السودان لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازه بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتقارب الشعبي والحكومي الراسخ بين مصر والسودان".

وأشاد البرهان "بالدعم المصري غير المحدود من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان".

وتأتي زيارة البرهان غير المعلنة سابقًا إلى مصر، وسط أزمات يشهدها السودان خاصة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حيث تندلع احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، التي قال إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

ودخل السودان في حوار وطني لحل الأزمة السياسية، برعاية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) منذ 8 يونيو/ حزيران الماضي، إلا أنه في 12 من الشهر ذاته أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الثانية إلى موعد يُحدد لاحقًا.​​​​​​

إلا أن الخرطوم، أعلنت اليوم السبت، أن الاتحاد الإفريقي أبدى استعداده لاستئناف المشاركة في العملية السياسية بالبلاد، وذلك عقب لقاء البرهان، الذي نفذ "انقلابًا عسكريًا" قبل عام في السودان، مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة الأممية.

ورغم ذلك، ما يزال يتمسك الشارع السوداني المحتج ضد الجيش، بعودة الحكم المدني، والرفض القاطع لإجراءات مجلس السيادة الاستثنائية التي فرضها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close