استقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، الرئيس السوري أحمد الشرع فور وصوله الدوحة في أول زيارة رسمية يجريها للبلاد منذ توليه مهام منصبه.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عامًا من حزب البعث، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، أحمد الشرع، رئيسًا للبلاد لمرحلة انتقالية (تستمر 5 أعوام)، وإلغاء العمل بالدستور، وحل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية ومجلس الشعب (البرلمان) وحزب البعث.
أمير قطر يستقبل الرئيس السوري
وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "تقدّم مستقبلي أخيه فخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، لدى وصوله والوفد المرافق الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي، اليوم، في زيارة رسمية للبلاد".
من جهتها، أفادت وكالة أنباء "سانا" السورية على حسابها الرسمي بمنصة إكس، بوصول الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني إلى الدوحة، مشيرة إلى استقبال أمير دولة قطر لهم.
وعقد أمير دولة قطر والرئيس السوري، جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، خاصة في المجالين السياسي والدبلوماسي.
وحسب بيان للديوان الأميري القطري، فقد تناولت المباحثات أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكان أمير دولة قطر رحب في بداية الجلسة بالرئيس السوري والوفد المرافق، "معربًا عن سعادته بزيارة فخامته الأولى لدولة قطر وتطلعه بأن تسهم هذه الزيارة في دفع مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع"، حسب البيان.
من جانبه، أعرب الرئيس السوري عن بالغ الشكر والتقدير لأمير دولة قطر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الشيباني في منشور على حسابه بمنصة إكس "نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى الدولة التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخل عنهم".
وأرفق الشيباني منشوره بصورة للعلمين السوري والقطري.

وفي 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، كان أمير دولة قطر أول قائد دولة يجري زيارة إلى دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق بعدما كانت في عداد دول خليجية عدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق واستدعت سفيرها، بعد أشهر من اندلاع النزاع عام 2011.
وخلال زيارته دمشق، بحث أمير دولة قطر والسلطة السورية "إطارًا شاملًا" لإعادة إعمار سوريا، وفق ما أعلن الشيباني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري محمّد الخليفي. وتناولت المحادثات قطاعات حيوية تشمل البنية التحتية والاقتصاد والصحة والتعليم والخدمات المصرفية، حسب وكالة فرانس برس.
وأكد الخليفي استمرار بلاده في تقديم الدعم على مختلف الصعد الإنسانية والخدمية، بما في ذلك في مجال الكهرباء.
وزار رئيس الوزراء القطري الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني دمشق منتصف يناير/ كانون الثاني، وأعلن تقديم دعم فني لإعادة تشغيل البنى التحتية.
وسبق للشيباني أن زار قطر مرتين منذ توليه منصبه. وخلال زيارة في 5 يناير، برفقة وزير الدفاع ومدير الاستخبارات، دعا الشيباني إلى رفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أنها "تشكل حاجزًا ومانعًا من الانتعاش السريع والتطوير السريع".