كشفت صحيفة بوليتيكو الثلاثاء نقلًا عن مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومصدر مقرب من الإدارة أن البيت الأبيض يتطلع إلى عقد اجتماع ثلاثي محتمل بين ترمب ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بودابست.
وقالت بوليتيكو إن جهاز الخدمة السرية الأميركي يستعد لانعقاد القمة في الدولة الواقعة بوسط أوروبا، وتبدو العاصمة المجرية الخيار الأول للبيت الأبيض.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأميركي الثلاثاء أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا قد تشمل دعمها جوًا ونشر قوات أوروبية على الأرض، محذّرًا من وضع "صعب" بحال فشل المفاوضات بين موسكو وكييف.
وأوضح لشبكة "فوكس نيوز" أنه "عندما يتعلّق الأمر بالأمن، إنهم مستعدون لنشر أشخاص على الأرض"، في إشارة إلى الحلفاء الأوروبيين الذين التقاهم في البيت الأبيض الأثنين.
ترمب: لن ننشر قواتنا في أوكرانيا
وأضاف ترمب: "نحن مستعدون لمساعدتهم بأمور معينة، خصوصًا، على الأرجح جوًا، لأن أحدًا لا يملك ما نملك، حقيقة".
وأكد أن واشنطن لن تنشر أي قوات على الأرض في أوكرانيا واستبعد بشكل قاطع إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي (ناتو).
ويعد الأمن ما بعد الحرب مصدر قلق رئيسيًا بالنسبة لكييف بعد أكثر من ثلاث سنوات على الهجوم العسكري الروسي.
ولطالما أكدت موسكو أنها لن تسمح بانضمام أوكرانيا إلى الناتو وعارضت فكرة نشر قوات غربية في الدولة السوفياتية السابقة.
وذكر ترمب بأن "فرنسا وألمانيا، وغيرها، المملكة المتحدة، تريد نشر قوات على الأرض". وأضاف "لا أعتقد بأن الأمر سيسبب مشكلة بكل صدق. أعتقد بأن بوتين تعب" من الحرب.
وأكد ترمب بعد محادثاته الإثنين مع القادة الأوروبيين أنه يسعى لتنظيم قمة ثنائية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تليها أخرى سينضم لها هو.
وقال: "اتصلت مع الرئيس بوتين ونحاول ترتيب اجتماع مع الرئيس زيلينسكي. سنرى ما سيحدث في هذا الإطار.. إذا نجح الأمر سأشارك في قمة ثلاثية وننهي المسألة".
"على زيلينسكي إبداء مرونة"
وفي إشارة إلى إمكانية تراجع بوتين، قال ترمب: "آمل بأن يكون الرئيس بوتين جيدًا وإذا لا، فسيكون الوضع صعبًا".
وتابع بأن "على زيلينسكي إبداء بعض المرونة أيضًا".
وبالإضافة إلى مسألة ضمان أمن أوكرانيا المستقبلي، يشكّل وضع المساحات الواسعة من الأراضي التي تحتلها روسيا مسألة عالقة أخرى تعطل مساعي إنهاء الحرب.
وأكد ترمب أن على أوكرانيا أن تتقبل فكرة أنها لن تستعيد أراضيها التي خسرتها، بما في ذلك منطقة دونباس في الشرق، لكنها ستحصل مقابل ذلك على السلام.
وقال: "أفترض بأنكم جميعًا رأيتم الخريطة. تعلمون بأن جزءًا كبيرًا من الأراضي تم انتزاعها.. يتحدثون اليوم عن دونباس، لكن دونباس حاليًا، كما تعرفون، تابعة وخاضعة لسيطرة روسيا بنسبة 79%".
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن أوكرانيا لا تملك القوة الكافية لتغيير الوضع.
وأفاد "هذه حرب وروسيا قوة عسكرية كما تعلمون. سواء أعجب الناس ذلك أم لا، إنها دولة قوية. إنها دولة أكبر بكثير.. لا يمكن مواجهة بلد أكبر من بلدك بعشر مرات".
وقال في إشارة إلى أي اتفاق سلام تتخلى أوكرانيا بموجبه عن أراض إن "أوكرانيا ستستعيد حياتها.. لن يقتل المزيد من الأشخاص في أنحاء البلاد وستكون لديهم الكثير من الأراضي".