بدأ البابا لاوون الرابع عشر عهده رسميًا على رأس الفاتيكان، اليوم الأحد، بالتودد إلى المحافظين الذين شعروا بالتهميش في عهد سلفه، داعيًا إلى الوحدة ومتعهدًا بالحفاظ على إرث الكنيسة الكاثوليكية، وعدم الاستسلام لإغراء الاستبداد بالقرار.
وقام البابا بأول جولة بالسيارة الباباوية أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس قبل أن تجرى مراسم تنصيبه رسميًا ليصبح البابا السابع والستين بعد المائة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية خلال قداس في الهواء الطلق.
ولوّح مهنئون من بين المحتشدين بأعلام الولايات المتحدة وبيرو حيث يعتبر أهالي كلا البلدين أنه أول بابا من بلديهما.
وقدر عدد الحضور بعشرات الآلاف يتقدمهم قادة أجانب عدة بينهم نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، حيث يمثل هذا القداس في ساحة القديس بطرس في روما وسط إجراءات أمنية مشددة، البداية الرسمية لحبرية أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يعود إلى ألفي عام.
وإلى جانب دي فانس الذي كان آخر مسؤول أجنبي يلتقي البابا فرنسيس في 20 أبريل/ نيسان، أي قبل يوم من وفاته، حضر كذلك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والرؤساء الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإسرائيلي إسحق هرتسوغ.
كذلك برز بين الحضور الرؤوساء في الحضور النيجيري بولا أحمد تينوبو، والبيروفية دينا بولوارتي، واللبناني جوزيف عون، بالإضافة إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
أما الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الساحة لمتابعة القداس، فقد استطاعوا مشاهدته عبر شاشات عملاقة رُكّبت في الشارع الرئيسي المؤدي إلى الفاتيكان.
من هو لاوون الرابع عشر؟
وولد البابا البالغ من العمر 69 عامًا في شيكاغو، وقضى سنوات عديدة مبشرًا في بيرو، وهو يحمل أيضًا جنسية بيرو، وهتفت الحشود "يحيا البابا"، و"بابا ليو" وهو اسمه بالإيطالية، بينما كانت سيارته البابوية المميزة ذات السقف المفتوح تجوب ساحة القديس بطرس.
وجرى انتخاب روبرت بريفوست، وهو شخصية غير معروفة نسبيًا على الساحة العالمية، والذي أصبح كاردينالا قبل عامين فقط، بابا للفاتيكان في الثامن مايو أيار الجاري، بعد اجتماع قصير للكرادلة لم يستمر سوى 24 ساعة.

وخلف بريفوست البابا فرنسيس، الأرجنتيني الذي توفي في 21 أبريل/ نيسان الفائت، بعد 12 عامًا على رأس الكنيسة خاض خلالها صراعًا مع المحافظين ودافع عن الفقراء والمهمشين.
لقاء مع زيلينسكي
وفي عظته، التي تُليت باللغة الإيطالية بطلاقة، قال ليو إنه بصفته راعيًا للكاثوليك الرومان البالغ عددهم 1.4 مليار حول العالم، لن يتراجع أمام تحديات العصر، وإنه سيواصل، على الأقل في القضايا الاجتماعية كمكافحة الفقر وحماية البيئة، إرث البابا فرنسيس.
وأضاف ليو أن الكرادلة الذين انتخبوه اختاروا شخصًا "قادرًا على الحفاظ على التراث الغني للإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسه، على استشراف المستقبل، لمواجهة أسئلة وهموم وتحديات عالم اليوم".
وخلال أسبوعه الأول في منصبه، وجّه ليو الرابع عشر دعواته الأولى، بدءًا بإطلاق سراح الصحافيين المسجونين وصولًا إلى اقتراح التوسط بين الأطراف المتحاربة في كل أنحاء العالم.
وقال الفاتيكان إن البابا لاوون الرابع عشر سيعقد اجتماعًا خاصًا مع الرئيس الأوكراني في وقت لاحق من اليوم الأحد بعد قداس تنصيبه، حيث كان البابا قد تحدث مع زيلينسكي يوم الإثنين في أول نقاش معروف بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية المنتخب حديثًا وقائد أجنبي، مؤكدًا قلقه إزاء الحرب في أوكرانيا.
وفي كلمة بعد لحظات من قداس الأحد، وصف البابا أوكرانيا "بالشهيدة" ودعا إلى "سلام عادل ودائم".