تأهل فريق إنتر الإيطالي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، مساء أمس الثلاثاء، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج على أرضه أمام برشلونة، في مباراة مثيرة أُقيمت على ملعب "جوزيبي مياتزا" ضمن إياب نصف النهائي، وانتهت بنتيجة 4-3 لصالحه، بعد اللجوء إلى شوطين إضافيين.
وكان الفريقان قد قدّما مواجهة قوية في ذهاب نصف النهائي بإسبانيا انتهت بالتعادل 3-3، ما دفع الكثيرين للتكهن بأن لقاء الإياب سيكون أكثر تحفظًا. لكن برشلونة وإنتر خالفا التوقعات، وقدّما مباراة غنية بالأهداف واللمحات الفنية والندية العالية، شكّلت متعة كروية لجماهير اللعبة حول العالم.
سيناريو الجنون
وشهدت مباراة الذهاب التي استضافها برشلونة الكثير من الإثارة في البداية، وبعض الارتباك في الدقائق الأخيرة إلى جانب لحظات مبهرة من الأمين يامال (17 عامًا) لاعب برشلونة، لكن مباراة الإياب في ميلانو كانت أكثر إثارة وستبقى في ذاكرة الجماهير لوقت طويل بلا شك.
وترنحت بطاقة التأهل بين الفريقين، في سيناريو درامي، بعد أن تقدم إنتر في شوط أول بهدفين نظيفين، فيما بدا أن مدربه سيمون إينزاغي سيلجأ إلى دفاعه الصلب في وجه مهارات يامال، وأولمو، وبيدري، لكن كان لبرشلونة رأي آخر، قبل أن تحمل اللحظات الأخيرة من المباراة انقلابًا إيطاليًا جديدًا.
وسيطر إنتر على أول 45 دقيقة وتقدم بهدفين سجلهما لاوتارو مارتينيز، من هجمة مرتدة في الدقيقة 21، وهاكان شالهان أوغلو من ركلة جزاء قبل الاستراحة مباشرة، احتسبها الحكم بعد أن رصد عبر تقنية الفيديو خطأ من قبل باو كوبارسي ضد مارتينيز داخل منطقة برشلونة.
واعترض فريق برشلونة بشدة على قرار الحكم، وقال مدربه الألماني هانسي فليك عقب اللقاء: "أحيانًا نشعر أن النتيجة غير عادلة، خاصة بسبب بعض القرارات التحكيمية".
وفي الشوط الثاني، أيقظ فليك الحماسة في نفوس "شبابه"، الذي صالوا وجالوا في ملعب إيطالي محتشد بـ75 ألف متفرج، وفككوا بسلاسة كروية فائقة دفاعًا أرهقته مهارات جمال، واختراقات بيدري.
وسجل إريك غارسيا وداني أولمو هدفين في غضون ست دقائق ليعادلا النتيجة، إذ انبرى عارسيا لكرة طائرة أسكنها بقوة في الشباك، فيما تطاول أولمو برأسه خادعًا يان سومر الحارس السويسري الذي كان نجم اللقاء بلا شك، حيث يدين إنتر بالفضل له من خلال تصدياته التي أنقذت سيموني ودفاعه.
وبعد أن تصدى يان سومر لعدد من الكرات ليحافظ على آمال أصحاب الأرض، اعتقد برشلونة أنه حسم المواجهة عندما تقدم بهدف سجله رافينيا من مسافة قريبة في الدقيقة 87، بعد تسديدة أولى تصدى لها الحارس، لتعود الكرة إلى البرازيلي الذي أسكنها الشباك وسط غابة المدافعين.
لكن إنتر لم يستسلم وواصل محاولاته، حتى مرر دينزل دمفريس كرة إلى أتشيربي (37 عامًا) داخل منطقة الجزاء ليطلق تسديدة من لمسة واحدة أسكن بها الكرة في الزاوية العليا من المرمى مسجلًا أول هدف أوروبي له في موسمه العشرين، ومشعلًا البهجة في الجماهير التي كانت قاب قوسين من الخروج بخسارة.
وفي الدقيقة 99، انطلق ماركوس تورام بشكل رائع على الجهة اليمنى، ومرر الكرة إلى فراتيسي الذي كان حرًا داخل منطقة الجزاء، وهيأ الكرة لنفسه ثم صوبها ببراعة في الزاوية السفلية للشباك.
العودة بقفازات "سومر"
وعاد برشلونة إلى محاولاته، لكن الفائز بلقب رجل المباراة سومر، تصدى ببراعة لكرتين من يامال، ليلعب دورًا بارزًا في الفوز الصعب لإنتر، الذي يتطلع للقبه الرابع في دوري الأبطال والأول له في البطولة منذ 15 عامًا، وذلك بعد عامين من خسارته في النهائي أمام مانشستر سيتي.

وضرب الفريق الإيطالي موعدًا في النهائي يوم 31 مايو/ أيار الجاري على ملعب "أليانز أرينا" بميونخ مع المتأهل من نصف النهائي الآخر بين باريس سان جيرمان الفرنسي وأرسنال الإنكليزي، اليوم الأربعاء.
وسيحول برشلونة، الذي كان يطارد الثلاثية بعد إحراز كأس ملك إسبانيا بفوز صعب على ريال مدريد، تركيزه الآن إلى الدوري الإسباني إذ يلتقي على ملعبه يوم الأحد غريمه التقليدي ريال، الذي يحتل المركز الثاني بفارق أربع نقاط خلفه قبل أربع جولات من نهاية الموسم.
وكان برشلونة، الفائز باللقب خمس مرات، يأمل في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ عقد، لكنه ودع البطولة قبل أيام من القمة المرتقبة أمام ريال.
ولم يتلق برشلونة أي خسارة في الدوري المحلي منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وسيحاول تحقيق فوزه الرابع على التوالي على ريال هذا الموسم.
وقال إريك غارسيا مدافع برشلونة لقناة موفيستار بلس: "تأخرنا بنتيجة 2-صفر مجددًا، (لكن) كانت الشخصية التي أظهرها الفريق رائعة، نحن فريق يضم العديد من اللاعبين الشبان، وقد كان هذا عامًا رائعًا. لا يزال علينا اللعب من أجل الدوري".
أما المدرب الألماني فليك، الذي أعاد برشلونة إلى المشهد الأوروبي من الباب العريض، فعلق بالقول بعد الخسارة: "يمكننا أن نشعر بالفخر، أنا فخور بفريقي. قدمنا كل ما لدينا".