السبت 20 أبريل / أبريل 2024

برلين تتهم موسكو باستخدام الغذاء كسلاح.. بوتين: الغرب مستهتر

برلين تتهم موسكو باستخدام الغذاء كسلاح.. بوتين: الغرب مستهتر

Changed

تقرير حول الجهود الأممية لتصدير الأسمدة واتهام واشنطن لموسكو باحتجاز ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية (الصورة: غيتي)
دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقف بلاده من أزمة الغذاء، وحمّل مسؤوليتها مجدّدًا للغرب "المستهتر".

في موقف تصعيدي، اتهمت ألمانيا، اليوم، الجمعة روسيا باتخاذ "العالم كله رهينة" مستخدمةً الجوع "كسلاح حرب"، وذلك في ظل تحذير المجتمع الدولي من حدوث مجاعات في الدول جراء تعطل وصول المواد الغذائية والحبوب من أوكرانيا جراء الحرب.

وخلال مؤتمر يُعقد في برلين ويهدف إلى إيجاد "حلول" لأزمة الغذاء التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا التي دخلت شهرها الخامس، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إنّ موسكو تستخدم المجاعة "عمدًا سلاح حرب"، وتتخذ "العالم كله رهينة".

"تسونامي" مجاعة حقيقي

وحذّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك من "تسونامي" مجاعة حقيقي من المحتمل أن يطال بعض الدول.

ويُعقد المؤتمر بعنوان "الاجتماع من أجل أمن الغذاء العالمي" قبل قمّة قادة مجموعة الدول السبع التي تبدأ الأحد المقبل، في بافاريا، ويشارك فيه قادة 40 دولة بينها الولايات المتحدة ودول تطالها الأزمة بشدة مثل نيجيريا وتونس وإندونيسيا.

وشكل الهجوم الروسي على أوكرانيا، ضربة ثانية على صعيد العالم، تمثلت بحصار موانئ البحر الأسود من قبل روسيا، مما تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية كما ساهم في ازدياد التضخم عالميًا.

وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، أن هناك "خطرًا حقيقيًا" فيما يتعلق بحدوث مجاعات هذا العام.

وقالت بربوك إنّ المؤتمر يسعى إلى "تقديم حلول" مثل تسريع الصادرات الغذائية من أوكرانيا عبر طرق بديلة من البحر الأسود.

وتركّز المشاورات أيضًا على زيادة المساعدات للبلدان الأكثر تضرّراً، من دون تقديم الحدث على أنه مؤتمر للمانحين.

ولم يتوصل بعد مع موسكو، إلى حل حول السماح بمرور سلاسل التوريد من الحبوب والغذاء، وعزلها عن ملف الحرب في أوكرانيا، رغم وجود وساطة تركية.

وذكرت وزارة الدفاع التركية، أنّ محادثات رباعية بهذا الشأن يمكن أن تُعقد في تركيا بمشاركة روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة "في الأسابيع المقبلة".

وتنفي روسيا محاصرة ممر سفن الشحن معتبرة أن العقوبات الغربية تساهم في الأزمة الغذائية.

وأوكرانيا رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم، ولديها نحو 30 مليون طن من الحبوب مخزنة في أراض تحت سيطرتها وتحاول شحنها برًا أو نهرًا أو بالقطارات، لكن ذلك متعذر بسبب المنع الروسي.

وقبيل الحرب، كانت كييف تصدر شهريًا 12% من القمح العالمي و15% من الذرة و50% من زيت عباد الشمس، لكن موسكو منعت عمليات التصدير منذ بدء الحرب على أوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

حجة لا تصلح

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنها حجة لا تصلح. وقال خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة: "منذ اليوم الأول الذي فرضنا فيه عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، استبعدنا من هذه العقوبات المنتجات الغذائية والأسمدة وكل ما يتعلق بتسليمها".

ولفتت بربوك في وقت سابق الجمعة إلى أنّ "روسيا صدّرت تقريبًا الكمية نفسها من القمح مثل العام السابق، لذا فإنّ الرواية الروسية بأنّ عقوبات مجموعة السبع هي سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية لا أساس لها من الصحة".

وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية أن وزارة البيئة أشارت إلى أنّه يمكن لروسيا "أن تسمح بخروج الحبوب عبر أوديسا أو أن توقف هذه الحرب بكل بساطة، ولكننا نسعى بإلحاح لإيجاد طرق بديلة".

ويمكن لهذه الطرق البديلة أن تمرّ عبر بولندا، لكن بربوك قالت "نواجه مشكلة تغيير المسارات عبر القطارات، الأمر الذي يتطلّب مزيدًا من الوقت".

وتابعت: لهذا السبب اخترنا الطريق عبر رومانيا لأننا نستطيع تكثيف الملاحة النهرية هناك.

بوتين: الغرب مستهتر

في غضون ذلك، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة عن موقف بلاده من أزمة الغذاء، وحمّل مسؤوليتها مجدّدًا للغرب "المستهتر" أمام نحو خمسة عشر مسؤولًا من إفريقيا وآسيا.

وقال بوتين متحدثًا في قمة افتراضية لدول "بريكس بلاس"، إن "سوق المواد الغذائية مختلّ بشكل خطير".

وشارك في القمة مسؤولون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا والجزائر ومصر والسنغال وإندونيسيا وكمبوديا وكذلك الأرجنتين.

واستنكر بوتين "استهتار" الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة التي اتهمها بـ"زعزعة استقرار الإنتاج الزراعي العالمي" بفرض قيود على صادرات الأسمدة الروسية والبيلاروسية و"حواجز" أمام تصدير القمح الروسي.

وأضاف الرئيس الروسي أن "ارتفاع أسعار المواد الزراعية الأساسية مثل القمح أثر بشكل كبير خصوصًا على البلدان النامية، إذ في الأسواق النامية يشكل الخبز والدقيق وسيلة بقاء لغالبية السكان".

وأكد فلاديمير بوتين أن روسيا "جهة فاعلة مسؤولة، في سوق الغذاء العالمي" وتظل "مستعدة للوفاء بكل التزاماتها بصدق في ما يتعلق بتسليم المنتجات الزراعية والأسمدة".

وأردف: "إلى جانب ذلك نتوقع حصادًا جيدًا للغاية"، مشيرًا إلى أن روسيا يمكنها "على الأرجح" تصدير "50 مليون طن من الحبوب" العام المقبل بعد 37 مليون طن متوقعة هذا العام.

وجاء كلام بوتين تزامنًا مع تحميل وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبار، اليوم الجمعة، روسيا مسؤولية تفاقم انعدام الأمن الغذائي بحصارها وقصفها للبنية التحتية الرئيسية في أوكرانيا.

ودعا الوزراء في بيان لهم موسكو إلى وقف الهجمات وأعمال التهديد ورفع الحصار عن موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود للسماح بالصادرات الغذائية.

وبحسب مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وهو مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة والأجهزة الإقليمية وجماعات الإغاثة لتحديد مستوى انعدام الأمن الغذائي، فإن أكثر من 460 ألف شخص في الصومال واليمن وجنوب السودان يتعرضون لظروف المجاعة، وهذه هي مرحلة ما قبل الإعلان عن حدوث مجاعة في منطقة ما.

ووفقًا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي، يقف ملايين الأشخاص في 34 دولة أخرى على شفا المجاعة، بسبب الحرب على أوكرانيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close