الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

بريطانيا.. النظام الصحي يواجه أزمة عاملين

بريطانيا.. النظام الصحي يواجه أزمة عاملين

Changed

بريطانيا
يغادر كثير من العاملين في القطاع الصحي البريطاني بسبب اتفاقية بريكست (غيتي- صورة تعبيرية)
سيعاني القطاع الصحي البريطاني من أزمة كبيرة بسبب جائحة كورونا واتفاقية بريكست ما أدى لإعاقة في نظام السفر والتأشيرات.

تنتظر النظام الصحي البريطاني أزمة جديدة مع جائحة كورونا وتشديد قوانين الهجرة وحالات التقاعد في النظام الذي يعتمد في استمراريته على العاملين الأجانب. 

وينتمي العاملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) إلى ما لايقل عن 211 جنسية. وقد أدى واقع استحالة السفر في ظل الجائحة إلى معاناة ذلك القطاع، بحسب ما تقول مسؤولة العمليات في أحد مستشفيات لندن فيزان رنا. 

وتشير الأرقام إلى أن عدد العاملين الصحيين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بين مارس/ آذار 2020 و2021 أدنى بـ3700 شخص منه في 2019/2020.

لكن الواقع أن بريطانيا تسجل تراجعًا في عدد العاملين الصحيين الوافدين منذ عدة سنوات، ويشير السجل الرسمي إلى أن عدد الممرضات والممرضين الأوروبيين هو في عام 2021 أدنى بثمانية آلاف منه في 2016، سنة تنظيم الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأظهر تحقيق أجراه مجلس الممرضات والقابلات عام 2020 أن أكثر من نصف الذين يغادرون المملكة المتحدة يقولون إن "بريكست" كانت سببًا لقرارهم.

وقالت مجموعة "هيلث فاونديشن" للدراسات إن تضافر العوامل الناجمة عن بريكست وتشديد قوانين الهجرة والوباء قد يؤدي بحلول 2029 إلى نقص يقدر بنحو 108 آلاف عامل صحي، ما يعني خسارة أكثر من ثلث العاملين حاليًا البالغ عددهم 300 ألف.

أزمات منذ أربعين عامًا

من جهته أوضح مارك دايان المحلل في مركز "نافيلد تراست" للدراسات في مجال الصحة أن استقدام عاملين صحيين من الخارج لطالما كان "حلًا مرتجلًا" للمملكة المتحدة التي تعاني "أزمات متكررة" منذ أربعين عامًا.

ويعود إسهام المهاجرين في النظام الصحي في هذا البلد إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين أرسل أطباء من المستعمرات البريطانية إلى المناطق التي تواجه نقصًا في المملكة المتحدة.

ووصل افتخار علي سيد الطبيب المتقاعد إلى بريطانيا عام 1960 قادمًا من باكستان، وزاول الطب 45 عامًا في بورنلي، المدينة الصناعية في شمال إنكلترا. وعلى غرار العديد من زملائه، أُرسل إلى منطقة فقيرة حيث كان توظيف أطباء وممرضين أكثر صعوبة.

وأوضح افتخار علي سيد البالغ 86 عامًا أن "الأطباء الأجانب كانوا يحصلون على عيادة لا يريدها أحد، مستذكرًا موجة الأطباء المهاجرين التي "اجتاحت" بيرنلي في ذلك الحين فسمحت للمدينة بإقامة أول وحدة لطب القلب فيها.

غير أن قسمًا كبيرًا من هؤلاء الأطباء تقاعدوا في بداية الألفية، ما أثار أزمة في المنطقة حيث نسبة المهاجرين مرتفعة بين الفرق الطبية، تفاقمت مع "الطلب الهائل" الناجم عن رحيل الأجانب بعد بريكست.

إعاقة بسبب نظام التأشيرات 

ومع الخروج من الاتحاد الأوروبي ازدادت صعوبة قدوم أطباء وممرضين جدد مع إقرار نظام هجرة يقوم على جمع النقاط، يتحتم على طالبي الهجرة بموجبه استيفاء مستويات محددة من الأجور وإتقان اللغة الإنكليزية والحصول على عرض لوظيفة ذات مؤهلات خاصة.

وحتى إن كان هناك نظام تأشيرات خاصة للعاملين في المجال الصحي، يرى أكشاي أكولوار الطبيب الهندي البالغ 34 عامًا أن عددًا متزايدًا من مواطنيه يفضلون التوجه إلى أستراليا وكندا ونيوزيلندا والشرق الأوسط بسبب نظام التأشيرات الأكثر سخاء من بريطانيا.

أموال لن تكفي لحل المشكلة

وأوضح مارك دايان أن هذا الإصلاح سيطال بصورة خاصة وظائف القطاع الاجتماعي، وهي مهن على ارتباط وثيق بنظام الخدمات الصحية، غير أن العاملين فيها لا يعتبرون ذوي مؤهلات وأجورهم متدنية، في حين عانى هذا القطاع بشكل خاص من وضع حد لحرية تنقل الأشخاص السائدة في الاتحاد الأوروبي والتي كانت تشكل "صمام أمان" لهم.

وأعلنت الحكومة البريطانية هذا الشهر تخصيص تمويل إضافي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية قدره 36 مليار جنيه إسترليني (42 مليار يورو)على مدى ثلاث سنوات، لكن دايان اعتبر أن ضخ هذه الأموال لن يكفي لتسوية مشكلة النقص في العاملين، موصيًا عوضًا عن ذلك بتخطيط أفضل وبتدريب عاملين.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة