بريطانيا تتهمها بتجنيد أجانب.. روسيا تكشف عن عدد المتعاقدين مع جيشها
أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق للبلاد دميتري ميدفيديف اليوم الأحد، أنّ موسكو جنّدت نحو 280 ألف شخص في الجيش منذ مطلع العام.
ويأتي ذلك في وقت حذّرت وزارة الدفاع البريطانية من أنّ موسكو بدأت اعتبارًا من أواخر يونيو/ حزيران الماضي حملة لتجنيد مواطنين من بلدان مجاورة للقتال في أوكرانيا، وبدأت نشر إعلانات على الإنترنت لهذا الغرض.
تجنيد متطوعين
ولم تُعلن روسيا عن تعبئة جديدة وهو إجراء لا يحظى بشعبية في أوساط سكانها، لكنّها قامت بحملة واسعة لجذب المزيد من الأشخاص للانضمام إلى الجيش في ظل الحرب على أوكرانيا التي بدأت في فبراير/ شباط 2022.
ونقلت وكالة "تاس" الإخبارية عن ميدفيديف قوله أثناء زيارة إلى جزيرة ساخالين في أقصى الشرق الروسي: "بناءً على بيانات وزارة الدفاع، انضمّ 280 ألف شخص إلى الجيش الروسي بموجب عقود منذ الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي".
وأضاف أنّ "بعضهم كان في قوات الاحتياط وبعضهم متطوعون وفي فئات أخرى".
ومطلع أغسطس/ آب الماضي، أفاد ميدفيديف بأنّ الجيش جنّد نحو 230 ألف شخص منذ مطلع العام.
ومنذ بداية الربيع الماضي، نفّذ الجيش الروسي حملة ضخمة لتجنيد متطوّعين ضمن صفوفهم، ونشر إعلانات على نطاق واسع على الإنترنت وفي الشوارع الروسية تسعى لجذب الجنود عبر وعود برفع الرواتب.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الكرملين استدعاءً جزئيًا للجنود للتعويض عن الخسائر على الجبهة في أوكرانيا، ما أدى إلى تجنيد 300 ألف شخص.
لكن الإعلان أثار موجة هجرة أخرى من روسيا، إذ يُعتقد أنّ مئات الآلاف فرّوا إلى الخارج.
جذب مقاتلين أجانب في دول مجاورة
إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع البريطانية على موقعها على الإنترنت، أنّه تمّ رصد إعلانات عبر الإنترنت في أرمينيا وكازاخستان تعرض 495 ألف روبل (5140 دولارًا أميركيًا) كدفعة أولية ورواتب تبدأ من 190 ألف روبل (1973 دولارًا أميركيًا) مقابل الانضمام للجيش الروسي.
وأضافت أنّ هناك جهود تجنيد في منطقة كوستاناي شمال كازاخستان، الأمر الذي جذب السكان من أصل روسي، مشيرة إلى أنه منذ مايو/ أيار الماضي، تمّ التواصل مع مهاجرين من آسيا الوسطى للقتال في أوكرانيا مع وعود بتسريع إجراءات منح الجنسية، وتقديم رواتب تصل إلى 4160 دولارًا أميركيًا.
ورأت الوزارة أن الكرملين ينظر إلى ستة ملايين مهاجر من آسيا الوسطى في روسيا على أنّهم مجنّدون محتملون.
ورجّحت الوزارة أنّ موسكو ترغب في تجنّب المزيد من إجراءات التعبئة المحلية التي لا تحظى بشعبية في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وخلال العام الماضي، أعلنت روسيا خطة لزيادة حجم قواتها المُسلّحة بأكثر من 30% ليصل إلى 1.5 مليون مقاتل، وهي مهمة زادت صعوبتها بسبب الخسائر الفادحة التي لم يتم الكشف عنها خلال حربها في أوكرانيا.
وأشار بعض النواب الروس إلى أن موسكو تحتاج إلى جيش محترف قوامه سبعة ملايين فرد لضمان أمن البلاد، وهي خطوة تتطلب تخصيص ميزانية ضخمة.