الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

بسبب ارتفاع الكلفة.. أطفال التوحد في المغرب مهددون بحرمانهم من التعليم

بسبب ارتفاع الكلفة.. أطفال التوحد في المغرب مهددون بحرمانهم من التعليم

Changed

فقرة ضمن "صباح جديد" تتناول واقع أطفال التوحد في المغرب وتحديات التعليم (الصورة: غيتي)
تعتبر الجهود المبذولة لتأمين مواكبة وعلاج وتعليم الأطفال الذين يعانون من التوحد في المغرب غير كافية في ظل ارتفاع أعدادهم.

دقّت جمعيات حقوقية ناقوس الخطر في المغرب بسبب ارتفاع تكلفة مواكبة وتعليم الأطفال الذين يعانون التوحد. وقالت هذه الجمعيات "إن ارتفاع التكاليف يحول دون استمرار العلاجات ويهدد حق هؤلاء الأطفال في التعليم". 

تعمل أسماء بوتمارت سائقة حافلة لنقل الأطفال الذين يعانون التوحد وقد اضطرت لعمل هذه المهنة لتمكين طفلها الذي يعاني التوحد من التعلم في المدرسة. وتقول أسماء: "إن ارتفاع كلفة المرافقة والمواكبة لطفلها إسلام قد يمنعه من حقه في التعليم". 

الطفل إسلام ذو التسع سنوات واحد من نحو ستين طفلًا يعانون التوحد في مدرسته وسط الدار البيضاء. واستفاد من فرصة الإدماج في الصف الرابع. 

وتستقبل جمعية "من حقي الإدماج" في منطقة البرنوصي أطفالًا بحالات نفسية وحالات تأخر عقلي وعسر في الحديث والتوحد وتمكّنهم من المواكبة اللازمة رغم الكلفة التي تصل إلى نحو 300 دولار للفرد الواحد شهريًا.  

من جهته، يقول الحسن المقتدي، رئيس الاتحاد الوطني للتوحد: "التأميم لحماية اجتماعية قد ينقذ الأسر التي تضم أطفالا يعانون التوحد لأنها تخفف عليهم العبء".

خطة دمج

وكانت وزارة التعليم قد أطلقت قبل بضعة أعوام خطة لدمج هؤلاء الأطفال لتمكينهم من حقهم في التعليم إلى جانب زملائهم الأسوياء. 

ويشير رئيس قسم التربية الدامجة بمديرية التعليم، البرنوصي خالد هروال، إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون إعاقة في المدارس في العام المنصرم كان حوالي 450 طفلا، ووصل العدد إلى 712 هذا العام.

ويشدّد القانون المغربي على رعاية الأشخاص من ذوي الإعاقة وتمكينهم من حقوقهم الدستورية بما فيها التعليم، غير أن ارتفاع أعداد المصابين يرفع من سعر التكفل بهم بشكل قد يعجز الأسر. 

حاجات تفوق الإمكانيات

ويعتبر المقتدي في حديث إلى "العربي" من الدار البيضاء أن تبني فكرة دمج أطفال التوحد في المنظومة التعليمية هو هدف كبير جدًا ويحتاج إلى تضافر جهود على مستوى المجتمع المدني والدولة.

ويوضح أن الدولة المغربية وقّعت على اتفاقيات دولية لدمج الأشخاص في وضعية إعاقة في مختلف المجالات ومنها التعليم.

لكنه يرى أن "هذا الأمر يتطلب المزيد من التكثيف لأن اضطراب التوحد يصيب الأطفال قبل سن الثلاث سنوات، وهناك صعوبات بالنسبة للأطفال غير الناطقين حيث إن 70% من الأطفال الذين يعانون التوحد هم غير ناطقين، وهنا يأتي دور وزارة الصحة ثم فريق متكامل يوفره المجتمع المدني ويضم طبيبا نفسيا للأطفال واختصاصي حس حركي واختصاصي نطق، إضافة إلى برنامج فردي لكل طفل".

ويشير إلى أن العائلات ذوي الدخل المحدود لا تستطيع تلبية احتياجات الأطفال الذي يعانون اضطراب التوحد. ويضيف: "نتحدث عن تأمين مرافقة لكل طفل". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close