تظاهر محتجون ليل الأحد في حي دوار هيشر الفقير بالعاصمة تونس، للضغط على السلطات بعد ارتفاع الأسعار واختفاء سلع غذائية من المتاجر، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية وسياسية حادة.
وتفاقم الاستياء العام في تونس بسبب التضخم الذي بلغ 8.6%، ونقص العديد من المواد الغذائية، مع عدم قدرة البلاد على تحمل تكاليف ما يكفي من بعض الواردات الحيوية.
وتشهد تونس أيضًا أزمة سياسية حادة منذ أن سيطر الرئيس قيس سعيّد على السلطة التنفيذية العام الماضي وحل البرلمان في خطوة وصفها خصومه بـ"الانقلاب"، بينما قال سعيّد إنها خطوة قانونية لإنهاء سنوات من الفوضى والفساد المستشري.
نقص حاد بالمواد الأساسية
ورفع بعض المتظاهرين في حي دوار هيشر بالعاصمة الخبز، بينما أحرق شبان إطارات السيارات. وردد مئات المحتجين في الحي، ومن بينهم نساء وشبان شعار "شغل حرية وكرامة وطنية" عار الأسعار شعلت نار"، بينما تساءل آخرون "أين السكر".
ويتفاقم نقص الغذاء في تونس مع وجود رفوف فارغة في محلات السوبر ماركت والمخابز مما يزيد من السخط الشعبي من ارتفاع الأسعار لدى العديد من التونسيين الذين يقضون ساعات في البحث عن السكر والحليب والزبدة والأرز والزيت.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد، عشرات يتدافعون للفوز بكيلوغرام واحد من السكر في متاجر عبر البلاد.
في خضم ذلك، تسعى تونس إلى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لإنقاذ المالية العامة من الانهيار.
ورفعت الحكومة هذا الشهر سعر إسطوانات غاز الطهي 14% لأول مرة منذ 12 عامًا. كما رفعت أسعار الوقود للمرة الرابعة هذا العام، كجزء من خطة لخفض دعم الطاقة وهو إصلاح رئيسي يطالب به صندوق النقد.
وفي ضاحية مرناق قرب العاصمة، احتج شبان أيضًا وأحرقوا إطارات سيارات احتجاجًا على انتحار شاب كان يبيع الفواكه. وقال أفراد من عائلته: إنه شنق نفسه بعد أن ضايقته شرطة البلدية وحجزت آلة الوزن عندما كان يبيع الفواكه على الرصيف في الشارع.
وأطلقت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز لتفريق المحتجين بمنطقة مرناق، ولاحقت في الشارع المحتجين الذين رفعوا شعارات ضد الشرطة ورشقوها بالحجارة.
ورجحت وزارة الداخلية من جهتها، انتحار الشاب بسبب مشاكل عائلية وفق شهادات، لكنها فتحت مع ذلك تحقيقًا لكشف ملابسات الحادث.
تظاهرات في عقارب
على صعيد آخر، شهدت مدينة عقارب بولاية صفاقس جنوبي تونس مؤخرًا، حالة من الاحتقان وإقفالًا لبعض الطرقات احتجاجًا على عزم السلطات المحلية إعادة فتح مكب للنفايات الذي يضر بصحتهم كما يقولون.
وأعلن محافظ صفاقس فاخر الفخفاخ في وقت سابق، إجراء استفتاء في المدينة حول قرار إعادة فتح مكب للنفايات وهو ما يرفضه أهالي المدينة.
وسبق أن شهدت عقارب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إضرابًا عامًا واحتجاجات واسعة إثر قرار استئناف نشاط المكب.
