ترتفع يومًا بعد يوم الهواجس الدولية من حدوث مجاعات في العالم، نتيجة استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا التي توشك أن تدخل شهرها الخامس، في ظل تعطل سلاسل توريد الحبوب في الموانئ الأوكرانية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، أن هناك "خطرًا حقيقيًا" فيما يتعلق بحدوث مجاعات هذا العام.
اتخاذ خطوات عملية
ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى اجتماع على مستوى الوزراء حول الأمن الغذائي، وإلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء وتقليل التقلبات في أسعار السلع.
وأوكرانيا رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم، ولديها نحو 30 مليون طن من الحبوب مخزنة في أراض تحت سيطرتها وتحاول شحنها برًا أو نهرًا أو بالقطارات، لكن ذلك متعذر بسبب المنع الروسي.
وقبيل الحرب، كانت كييف تصدر شهريًا 12% من القمح العالمي و15% من الذرة و50% من زيت عباد الشمس، لكن موسكو منعت عمليات التصدير منذ بدء الحرب على أوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
وعقب ذلك، وجه الغرب اتهامات كبيرة لروسيا باستخدام الطعام أداة "للابتزاز السياسي" عبر عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية.
ولم يتوان الرئيس الأوكراني عن التأكيد على وجود "مفاوضات صعبة" تتم راهنًا لرفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب نحو إفريقيا.
وقال غوتيريش عبر الفيديو للاجتماع المنعقد في برلين: "نواجه أزمة جوع عالمية غير مسبوقة".
وتريد موسكو رفع عقوبات غربية محددة كي تستأنف صادراتها من الحبوب والأسمدة.
تفاقم المشكلات المتراكمة
في المقابل، تحاول الأمم المتحدة وتركيا التوسط للوصول إلى اتفاق، كون أنقرة ما تزال طرفًا مقبولًا لدى موسكو وكييف، حتى إنها احتضنت جولتي تفاوض بينهما وآخرها نهاية مارس/ آذار الماضي.
وألمح الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن الحرب في أوكرانيا، أدت إلى تفاقم المشكلات التي تراكمت على مدى سنوات مثل اضطرابات المناخ وجائحة كوفيد-19 والخلل الكبير في وتيرة التعافي، وفق قوله.
وبحسب مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وهو مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة والأجهزة الإقليمية وجماعات الإغاثة لتحديد مستوى انعدام الأمن الغذائي، فإن أكثر من 460 ألف شخص في الصومال واليمن وجنوب السودان يتعرضون لظروف المجاعة، وهذه هي مرحلة ما قبل الإعلان عن حدوث مجاعة في منطقة ما.
ووفقًا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي، يقف ملايين الأشخاص في 34 دولة أخرى على شفا المجاعة.
وفي هذا السياق، لفت الأمين العام للأمم المتحدة بالقول: "هناك خطر حقيقي يتعلق بالإعلان عن حدوث عدة مجاعات في 2022. وربما تكون 2023 أكثر سوءًا".
وزاد بالقول: إنّ تعرّض جموع من البشر للجوع في القرن الحادي والعشرين أمر غير مقبول.
واعتبر غوتيريش، أنه ربما يصعب التوصل إلى حل فعال لهذه الأزمة ما لم تجد أوكرانيا وروسيا، اللتان تسهمان بنحو 29% من صادرات القمح العالمية، سبيلا لاستئناف التجارة بشكل سليم. وطالب الوزراء في اجتماع برلين أيضًا بمعالجة أزمة مالية تواجهها الدول النامية.