الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بسبب منشورات تنتهك عاملات المنازل.. هل تحظر "أبل" "فيسبوك" ؟

بسبب منشورات تنتهك عاملات المنازل.. هل تحظر "أبل" "فيسبوك" ؟

Changed

وجدت فيسبوك من خلال بياناتها لعام 2019 أن نحو 75% من منشورات استغلال فقر بعض النساء لتقديم عروض عمل لهن تتضمن انتهاكات حدثت عبر تطبيق إنستغرام.

تعد وسائل التواصل الاجتماعي ثورة حقيقية في عالم الاتصال والتواصل بين الناس في العالم لكن لهذا الفضاء مساوئ عديدة، لعل من بينها أن أشخاصًا أو مجموعات تستغله بالاعتداء على حقوق الآخرين أو سمعتهم. 

وقبل عامين، هدّدت شركة أبل بحظر موقعي فيسبوك وإنستغرام من متجر تطبيقاتها بعد انتشار مخاوف بشأن إساءة استعمالهما أداة لتوظيف عاملات منازل بطريقة غير قانونية في الشرق الأوسط وسط أوضاع عمل مليئة بالانتهاكات.

استمرار الانتهاكات بحق العاملات

وبعد وعد من فيسبوك بمتابعة تلك القضية بهدف وقفها، عادت وأقرّت في وثائق داخلية للشركة بأن ما يجري في هذا الشأن لا يعد نشاطًا مسيئًا حسب معايير فيسبوك، رغم انتشار شكاوى عاملات المنازل ولا سيما الفليبينيات، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشفت وثائق فيسبوك عن تعرض عاملات منازل للسجن والتجويع وإجبارهن على توقيع عقود إلى أجل غير مسمى وعدم سداد رواتبهن. وأضافت الوثائق أن وكالات التوظيف والاستقدام ترفض الإقرار بجرائم خطرة مثل الاعتداءات الجسدية أو الجنسية ولم تقدم المساعدة الواجبة للتصدي لهذه الأوضاع.

لكن حتى هذه اللحظة، ما إن يجري المتصفح بحثًا سريعًا عن عاملات منازل أو "خادمات" حتى تظهر أمامه حسابات تعرض صورًا لإفريقيات ونساء من جنوبي آسيا من أعمار مختلفة وبرواتب متدرجة. 

ووجدت فيسبوك من خلال بياناتها لعام 2019 أن نحو 75% من منشورات استغلال فقر بعض النساء لتقديم عروض عمل لهن تتضمن انتهاكات حدثت عبر تطبيق إنستغرام.  

الحاجة لآليات مراقبة

ومن جهته، يشير الرئيس التنفيذي لشركة إيكويديم للأبحاث، مصطفى قادري، إلى أن وجود مليارات من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي تجعل ترتب تبعات اجتماعية أمرًا متوقعًا.

ويقول في حديث إلى "العربي" من لندن: "من الضروري أن يكون هناك آليات لمراقبة ورصد هذه المنصات". لكن ما يجري بين فيسبوك وآبل يثير مخاوف كبيرة حول ما يجري من انتهاكات واستخدامات سيئة لهذه المنصات، بحسب قادري. ويؤكد على تطوير آليات لتعقب هذه الانتهاكات. 

ومن جهة أخرى، يعتبر قادري أنه يتعيّن على الحكومات القيام بدورها وتوفير الدعم على هذا المستوى، ويقول: "إن بعض الدول في الشرق الأوسط تفشل في محاكمة الأشخاص المسؤولين عن هذه الانتهاكات". كما يؤكد أن فيسبوك تتحمل أيضًا جزءًا من المسؤولية إزاء مستخدميها ويتعين عليها أن توفر مساحة لحماية الناس.

تحقيق مستقل

ويضيف: "يجب أن تتعامل فيسبوك مع هذه المسألة التي يمكن وصفها بالعبودية عبر إضافة المزيد من الشفافية". ويعتبر قادري أنه حان الوقت من أجل إطلاق تحقيق مستقل لفهم مستوى هذه المشكلة لدى فيسبوك واحتمالية التواطؤ، حيث إن فيسبوك على دراية بما يحدث وفشلت في اتخاذ التدابير اللازمة".

كما يشير قادري إلى أن شركة أبل تملك نفوذًا يجب أن تستخدمه للضغط للحد من الانتهاكات بحق العاملات في الشرق الأوسط ودول الخليج.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close