للمرة الأولى منذ عقد، أعلنت "نتفليكس" الثلاثاء، أن خدمة البث فقدت المزيد من العملاء مشيرة إلى انسحاب 200 ألف مشترك بسبب انسحابها من السوق الروسية.
وعلى الرغم من نمو إيراداتها، أدى هذا الإعلان إلى انخفاض سعر سهمها بأكثر من 20% في تعاملات ما بعد الإغلاق.
وفي رسالة إلى المساهمين، عزت "نتفليكس" صافي الخسارة في الفترة بين يناير/ كانون الأول ومارس/ آذار إلى قرارها بتعليق خدماتها في روسيا احتجاجًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
وفقدت المنصة 700000 مشاهد في روسيا، على الرغم من أنها أضافت 500000 في أماكن أخرى على مستوى العالم.
ويأتي هذا الانخفاض وسط اتجاه أكبر لتقليص نسبة المشاهدة، مع توقع خدمة البث المباشر أنها ستفقد مليوني مشترك آخرين في الربع الثالث المقبل المنتهي في يونيو/ حزيران.
وتتوقع الشركة أن تنمو إيراداتها إلى ما يقرب من 8 مليارات دولار في تلك الفترة، بزيادة قدرها 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما تحتفظ الشركة أيضًا بجمهور يدفع أكثر من 220 مليونًا، أي أكثر من ضعف ما كان عليه قبل خمس سنوات.
لكن الانخفاض غير المتوقع في عدد المشاهدين الذين يدفعون الرسوم يعكس تباطؤًا ثابتًا في الأعمال.
الحسابات المشتركة
ولمعالجة الركود، قالت "نتفليكس" إنها ستسعى إلى تحقيق الدخل من ملايين المشاهدين الذين لا يدفعون والذين استفادوا من الحسابات المشتركة. وتقدر الشركة أن 100 مليون أسرة، بما في ذلك أكثر من 30 مليون في الولايات المتحدة وكندا، تستخدم حسابات مشتركة.
وقال ريد هاستينغز، الرئيس التنفيذي المشارك لـ "نتفليكس"، متحدثًا إلى المستثمرين عبر تقنية الفيديو: "مشاركة الحساب ليست شيئًا جديدًا". وقال: "نحن نعمل على كيفية تحقيق الدخل من المشاركة. تذكر هناك 100 مليون أسرة تختار بالفعل عرض نتفلكس، إنهم يحبون الخدمة، علينا فقط أن نتقاضى الرسوم".
وتقوم الشركة بتجربة ميزتين للمشاركة مدفوعتي الأجر في تشيلي وكوستاريكا وبيرو. وتهدف إلى إقناع مشاركي الحسابات الحاليين بالبدء في دفع مبالغ صغيرة تصل إلى 3 دولارات.
دعوى قضائية
وستواجه منصة نتفليكس الشهيرة، دعوى قضائية جماعية تقدم بها المشتركون في روسيا، بعد أن أعلنت وقف خدماتها هناك والتوقف عن قبول الأعمال الروسية.
وكانت نتفليكس قد أعلنت عن هذه الخطوة في مارس/ آذار الماضي، حيث تملك الشركة حوالي مليون اشتراك في روسيا.
ونيابة عن المستخدمين الروس، تقدمت شركة محاماة بدعوى قضائية جماعية ضد Netflix، التي تملك أكثر من 220 مليون مشترك حول العالم.
واعتبر المشتركون الروس أن المنصة التي حظرت وصولهم إلى أعمالها، قامت بانتهاك واضح لحقوقهم، وطالبوها من خلال الدعوى بتعويض مالي قدروه بـ60 مليون روبل روسي، وهو ما يساوي 750 ألف دولار تقريبًا.
ويدفع المشتركون الروس من 599 إلى 799 روبل شهريًا بدل اشتراكهم في خدمات المنصة.
ونقلت وكالة أنباء RIA، بيان أصدره مكتب محاماة تشيرنيشوف لوكويانوف وشركاه، الذي تقدم بالدعوى، والذي أعلن خلاله تمثيله مصالح المستخدمين الروس للمنصة، ومؤكدًا تكليفه رفع الدعوى القضائية الجماعية.
وقال بيان المكتب: "إن سبب الدعوى هو انتهاك حقوق المستخدمين الروس بسبب رفض Netflix أحادي الجانب لتقديم الخدمات في روسيا".
ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، انسحب عدد كبير من الشركات من موسكو. فبالإضافة إلى الشركات التكنولوجية، مثل "مايكروسوفت" و"نتفليكس" و"آبل"، علّقت مجموعة من الشركات من بينها "إتش أند إم" وصولًا إلى "ماكدونالدز" و"إيكيا"، عملها في البلاد ردًا على العملية العسكرية الروسية.