تستعد سنغافورة لإعدام امرأة لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عامًا، وذلك يوم الجمعة المقبل، وسط مطالبات حقوقية بإلغاء الحكم.
فبحسب الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان حُكم على المواطنة السنغافورية ساريديوي جاماني البالغة من العمر 45 عامًا بعقوبة الإعدام الإلزامية عام 2018، بعد إدانتها بحيازة حوالي 30 غرامًا من مادة الهيرويين لأغراض الاتجار.
عقوبات قاسية لتجار المخدرات
ويعتقد نشطاء في منظمة Transformative Justic Collective، التي تتابع قضايا المحكوم عليهم بالإعدام أن جاماني ستكون أول امرأة تُعدم في سنغافورة منذ عام 2004، وذلك بعدما أعدمت مصففة شعر بالغة من العمر 36 عامًا شنقًا، بتهمة تهريب المخدرات.
في السياق، نقلت صحيفة "غارديان" أن محمد عزيز بن حسين، وهو رجل سنغافوري يبلغ من العمر 56 عامًا، سيتم إعدامه اليوم الأربعاء أيضًا، وفقًا للمنظمة التي أشارت إلى أنه حُكم عليه بالإعدام عام 2018 بعد إدانته بتهريب ما يقرب من 50 غرامًا من الهيروين.
يذكر أن لدى سنغافورة بعض أقسى القوانين والعقوبات في العالم التي تتعلق بتجارة المخدرات، وقد أثارت انتقادات دولية في السنوات الأخيرة لإعدامها سجناء مدانين بجرائم مخدرات.
وسط دعوات حقوقية لإلغاء تنفيذ الأحكام.. السلطات السنغافورية ستعدم رجلا اليوم بتهمة تهريب المخدرات، كما ستعدم امرأة الجمعة بالتهمة ذاتها لتكون أول سيدة تعدم في البلاد منذ 2004#سنغافورة pic.twitter.com/NZFvFRBnqw
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) July 26, 2023
المهمشون على المشانق
أما ساريديوي فهي واحدة من امرأتين محكوم عليهما بالإعدام في سنغافورة، وفقًا للصحفية والناشطة كيرستن هان التي تقول إن السلطات في سنغافورة "لم تتأثر بأن معظم الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام ينتمون إلى الفئات المهمشة والضعيفة في المجتمع".
وأردفت هان أن الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام هم "أولئك الذين تعتبر عصابات المخدرات والدولة أنه يمكن الاستغناء عنهم. وهذا ليس شيئًا يجب أن يفخر به السنغافوريون".
في هذا الصدد يقول النشطاء في سنغافورة، إن المتهمين "الأكثر ضعفًا" هم من ينتهي بهم الأمر بالحكم عليهم بالإعدام، ولا سيما أن هؤلاء السجناء يمثلون أنفسهم بعد الاستئناف، إذ لا يستطيعون تعيين محامين.
وقالت منظمة TJC إن ساريديوي جادلت بأنها لم تكن قادرة على الإدلاء بأقوال دقيقة للشرطة كونها كانت تعاني من أعراض انسحاب المخدرات.
إلا أن قاضي المحكمة العليا وجد أن ساريديوي "كانت تعاني على الأكثر من انسحاب خفيف إلى معتدل من الميثامفيتامين خلال فترة أخذ الإفادات"، زاعمًا أن ذلك لم يضعف قدرتها على الإدلاء بإفادات.
كما لفتت "الغارديان"، إلى أن سنغافورة نفّذت ما لا يقل عن 13 عملية إعدام شنقًا حتى الآن لمحكومين، وذلك منذ أن استأنفت الحكومة عمليات الإعدام بعد توقف دام عامين خلال جائحة كورونا.