الجمعة 14 فبراير / فبراير 2025
Close

بشأن التهجير والسيطرة على غزة.. رفض فلسطيني ودولي لتصريحات ترمب

بشأن التهجير والسيطرة على غزة.. رفض فلسطيني ودولي لتصريحات ترمب محدث 06 فبراير 2025

شارك القصة

أدانت حماس بأشد العبارات تصريحات ترمب الرامية لاحتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه
أدانت حماس بأشد العبارات تصريحات ترمب الرامية لاحتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه - غيتي
الخط
أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة نظيره الأميركي دونالد ترمب إلى الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.

أعربت الرئاسة الفلسطينية وفصائل فلسطينية، بالإضافة إلى العديد من الدول اليوم الأربعاء عن رفضها لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة.

وخلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مساء أمس الثلاثاء، أفصح ترمب عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وذلك بعد وقت قصير من اقتراحه إعادة توطين دائم لفلسطينيي القطاع في دول أخرى.

وفيما زعم أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط"، ادعى ترمب أن السبب الوحيد وراء رغبة الفلسطينيين في العودة إلى غزة "هو عدم وجود بديل".

محمود عباس يرفض تصريحات ترمب

بدوره، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة نظيره الأميركي دونالد ترمب، قائلًا: "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودًا طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "وفا".

وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساته، "وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967".

وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، "ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها".

وجدد عباس تقديره "للمواقف العربية الثابتة والراسخة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأشاد بمواقف مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة؛ وكذلك بموقف السعودية الرافض للاستيطان والضم والتهجير والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي "بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف".

حماس تدين تصريحات ترمب

من جهتها، شددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضه أو فرض الوصاية عليه.

وقالت الحركة في بيان: "ندين بأشد العبارات ونرفض تصريحات الرئيس الأميركي ترمب الرامية لاحتلال الولايات المتحدة الأميركية قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه".

وأضافت أن تصريحات ترمب عدائية للشعب الفلسطيني وقضيته، وأنها لن تخدم الاستقرار في المنطقة و"ستصب الزيت على النار".

وتابعت حماس: "نؤكد بأننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدم أنهارًا من الدماء لتحرير أرضنا من الاحتلال ولإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس".

ودعت حماس الإدارة الأميركية والرئيس ترمب إلى التراجع عن تلك التصريحات "غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية لشعبنا الفلسطيني في أرضه".

كما دعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى "الانعقاد العاجل لمتابعة تصريحات ترمب واتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ لشعبنا الفلسطيني حقوقه الوطنية، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس"، وفق البيان.

نسخة جديدة من "وعد بلفور المشؤوم"

أما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فرأت "أن "التصريحات التي أطلقها ترمب، وهو يستقبل الهارب من المحكمة الدولية نتنياهو، وتأكيده على مخطط تهجير أهلنا في قطاع غزة عن أرضهم، ليست سوى نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم؛ الذي وعد فيه من لا يملك لمن لا يستحق".

وأكدت الحركة في بيان "أن مواقف ترمب ومخططاته، لتوسيع مساحة الاحتلال الصهيوني على حساب شعوب أمتنا، وتهجير أهالي غزة، وإنهاء وكالة الأونروا، ودعم الحصار والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة وغزة، هي تصعيد خطير يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي، خاصة في مصر والأردن، اللتين تريد الإدارة الأميركية أن تضعهما في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه".

ودعت حركة الجهاد الإسلامي "الشعوب العربية والإسلامية إلى الوقوف في وجه هذا المشروع التآمري، الذي يستهدف جميع شعوب منطقتنا، وينبئ بتهديدات خطيرة قادمة"

"غير مقبولة"

وبعدما أعلن ترمب أنه يرغب في أن تسيطر بلاده على قطاع غزة وتعيد تطويره، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الأربعاء: إن "روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين".

من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تصريحات ترمب "غير مقبولة،" مضيفًا أن أي خطط تجعل الفلسطينيين "خارج المعادلة" ستؤدي إلى المزيد من الصراع.

وقال فيدان لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء: إن "تركيا ستراجع الخطوات التي اتخذتها ضد إسرائيل، وهي وقف التجارة واستدعاء سفيرها، إذا توقف قتل الفلسطينيين وتغيرت ظروفهم".

وفي سياق المواقف الرافضة لتصريحات ترمب، أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء أن بكين تعارض التهجير القسري لسكان القطاع.

وقال متحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية دورية: إن "بكين تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادًا إلى حل الدولتين.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: إن "حكومته تؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط"، مضيفًا أن "موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان في العام الماضي".

مصر تؤكد أهمية تولي السلطة الفلسطينية مهامها

من جانبه، شدّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أهمية تولي سلطة فلسطينية الحكم في قطاع غزة، بعد ساعات من اقتراح ترمب "سيطرة" الولايات المتحدة على القطاع.

وأعرب عبد العاطي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، عن "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية"، مشددًا "على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأكد عبد العاطي، اليوم الأربعاء، أهمية المضي قدمًا في برامج التعافي المبكر وإزالة الركام دون خروج الفلسطينيين من غزة.

ووفقًا للخارجية المصرية، شدد الوزير عبد العاطي على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف الشعب الفلسطيني، مؤكدًا على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات