Skip to main content

بشأن توسيع حدود أميركا.. تصريحات ترمب تثير مخاوف الأوروبيين

السبت 11 يناير 2025
هناك خيط مشترك في نظرة ترمب إلى كندا وقناة بنما وغرينلاند- اسوشييتد برس

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترمب حول توسيع حدود أميركا لتشمل كندا وأراضي غرينلاند الدنماركية، وقناة بنما جنوبًا، مخاوف في أوروبا.

وتتعارض كلماته مع الحجة التي يُحاول القادة الأوروبيون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها.

وأعرب العديد من المسؤولين الأوروبيين عن اعتقادهم بأن ترمب ليس لديه أي نية لدفع قواته إلى غرينلاند.

واستبعدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن تحاول الولايات المتحدة في السنوات المقبلة استخدام القوة لضم الأراضي التي تهمها.

من جهته، ردّ المستشار الألماني أولاف شولتس بحذر على تصريحات ترمب من دون أن يُسمّيه، قائلًا: "لا ينبغي تحريك الحدود بالقوة".

أما وزيرا الخارجية البريطاني والفرنسي فقالا إنّهما لا يتوقعان غزوًا أميركيًا لغرينلاند. ومع ذلك، صوّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تصريحات ترمب على أنّها دعوة للاستيقاظ.

وقال بارو: "أعتقد أننا ندخل في فترة تشهد عودة قانون الأقوى".

وأمس الجمعة، قال رئيس وزراء غرينلاند موتي إيجيدي إنّ سكان الإقليم الواقع بالقطب الشمالي، لا يريدون أن يكونوا أميركيين"، ولكنّهم منفتحون على المناقشات في ما "يوحّدنا".

بينما اعتبرت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن أنّ "غرينلاند ليست للبيع".

كلمات مثيرة للقلق

وبينما اتفق محللون أمنيون أوروبيون على أنّه لا يوجد احتمال حقيقي لاستخدام ترمب الجيش ضد الدنمارك، إلا أنّهم أعربوا في الوقت نفسه عن قلقهم العميق من تصريحاته.

وحذّروا من الاضطرابات المُقبلة فيما يتعلّق بالعلاقات عبر الأطلسي والأعراف الدولية والتحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي، خاصّة مع الخلاف المتزايد مع كندا بشأن اقتراحات ترمب المتكررة بأن تصبح دولة أميركية.

وقال فليمنغ سبليدزبول هانسن المتخصص في السياسة الخارجية وروسيا وغرينلاند في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية: " إنّ إصرار ترمب على ضرورة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، هو مجرد نوع من التبجح السياسي، لكنّ الضرر قد حدث بالفعل. ولا أستطيع حقًا أن أتذكر حادثة سابقة كهذه حيث يُهدّد حليف مهم دولة أخرى عضو في الناتو".

وأبدى هانسن خشيته من أن ينهار "الناتو" حتى قبل تنصيب ترمب.

وقال: "أنا قلق بشأن فهمنا لمبدأ الغرب الجماعي بعد عام واحد من الآن، أو على الأقل بحلول نهاية رئاسة ترمب الثانية، وماذا سيبقى منها".

المخاوف الأمنية دافع محتمل

يرى بعض الدبلوماسيين والمحللين أن هناك خيطًا مشتركًا في نظرة ترمب إلى كندا وقناة بنما وغرينلاند، تتمثّل في تأمين الموارد والممرات المائية لتعزيز الولايات المتحدة ضد الخصوم المحتملين.

وقالت المحللة أليكس فرانغول ألفيس التي تركّز على السياسة الأميركية لصالح صندوق مارشال الألماني، إنّ لغة ترمب "جزء من شعار جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" الذي يتبنّاه.

وأشارت إلى أنّ تربة غرينلاند تحتوي على أتربة نادرة بالغة الأهمية للتكنولوجيات المتقدمة والخضراء.

وتُهيمن الصين على الإمدادات العالمية من المعادن الثمينة، التي تعتبرها الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى بمثابة خطر أمني.

وأضافت فرانغول ألفيس أنّ "أي سياسة يتم اتخاذها في واشنطن يتم اتخاذها من منظار المنافسة مع الصين".

ورأى بعض المراقبين أنّ الأساليب التي يقترحها ترمب محفوفة بالمخاطر.

وقال المحلل الأمني ​​ألكسندر خارا إنّ ادعاء ترمب بأنّنا "نحتاج إلى غرينلاند لأغراض الأمن القومي"، يُذكّره بتعليقات بوتين بشأن شبه جزيرة القرم عندما استولت روسيا عليها من أوكرانيا في عام 2014.

وأوضح خارا مدير مركز استراتيجيات الدفاع في كييف، أنّ الاقتراح بأنّ الحدود قد تكون مرنة هو "سابقة خطيرة للغاية"، قائلًا: "نحن في زمن التحوّل من النظام القديم القائم على الأعراف والمبادئ، ونتجه نحو مزيد من الصراعات، ومزيد من الفوضى، ومزيد من عدم اليقين".

المصادر:
التلفزيون العربي - ترجمات
شارك القصة