الإثنين 25 مارس / مارس 2024

بظل غياب مرشح رئاسي لها.. المعارضة التركية تعلن برنامجها السياسي

بظل غياب مرشح رئاسي لها.. المعارضة التركية تعلن برنامجها السياسي

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تسلط الضوء على برنامج المعارضة التركية ومدى تأثيره على الرئيس أردوغان في الانتخابات المقبلة (الصورة: غيتي)
يعد إصلاح القضاء والسياسات الخارجية ووضع حلول جديدة لقضايا الأمن والهجرة من أهم الملفات التي تضمنتها الوثيقة المشتركة للمعارضة.

أعلنت ستة أحزاب معارضة في تركيا وثيقة السياسات المشتركة لتنظيم عمل المؤسسات والوزارات، وتوضيح خطة المرحلة الانتقالية التي ستعيد النظام البرلماني الموسع بدلًا من النظام الرئاسي في حال الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

ولا تزال تلك الأحزاب المعروفة بأحزاب الطاولة السداسية غير متوافقة على مرشح واحد للمنافسة في الانتخابات المقبلة.

ويقول نائب رئيس الحزب الجمهوري المعارض فائق أوزتراك: "قادة الأحزاب الستة قدموا رؤيتهم لإصلاح عمل مؤسسات الدولة والاقتصاد، وسنعمل على إصلاح قانون الانتخابات وعمل البرلمان وتغيير نظام الحكم من الرئاسي إلى نظام برلماني موسع، وسنحدد ولاية الرئيس وصلاحيات عمله".

أهم وعود الوثيقة

وتبدو المذكرة التي أعلنتها أحزاب المعارضة المذكورة أشبه ما تكون بوعود انتخابية تطلقها الأحزاب الستة، لتكون أهم ما يميزها عن الحكومة أمام الشارع التركي.

وفي هذا الصدد، توضح الصحافية في جريدة "جمهورييت" يلديز يازجي أوغلوا أن من أهم وعود الوثيقة إصلاح الاقتصاد والعمل على خفض أرقام التضخم، وإعادة الليرة إلى قوتها الشرائية وتقديم حزم مساعدات للعائلات الفقيرة وذوي الدخل المحدود والعمل على إصلاح قطاع التعليم.

فإصلاح القضاء والسياسات الخارجية ووضع حلول جديدة لقضايا الأمن والهجرة هي من أهم الملفات التي تضمنتها الوثيقة المشتركة، لكن عدم الإعلان عن مرشح الرئاسة يبقى محل نقد من الكثيرين.

إلى ذلك، ثمة اختلافات كثيرة في توجهات وأيديولوجيات الأحزاب الستة، باعتبار أنّ رفضها للنظام الرئاسي هو ما جمع بينها قبل نحو عام، وجعلها تحالفًا للتوافق على إعادة النظر في قانون الانتخابات، وضمان أكبر تمثيل ممكن من الأحزاب السياسية في البرلمان.

وفي حين تبدي أحزاب الطاولة السداسية جاهزيتها لخوض الانتخابات وتكشف عن خططها لإدارة مؤسسات الدولة وتعديل الدستور في حال نجاحها بالوصول إلى كرسي الرئاسة، إلا أنّ ذلك كله يغيب أمام عدم توافقها على مرشح رئاسي حتى الآن، حسب مراسل "العربي".

ما أهمية إعلان المعارضة التركية؟

وفي هذا الإطار يعرب الصحافي المتخصص بالشأن التركي محمود علوش عن اعتقاده أن إعلان المعارضة هو مهم على صعيدين أساسيين، أولهما أنّه بمثابة خارطة طريق وضعتها المعارضة أو تحالف المعارضة السداسي من أجل إدارة البلاد في مرحلة ما بعد الرئيس رجب طيب أردوغان فيما لو وصلت إلى السلطة.

أما الأمر الآخر المهم، بحسب علوش، فهو أن الإعلان عن هذه الوثيقة رغم تأخرها نسبيًا يعيد الزخم إلى التماسك داخل الطاولة السداسية، لأنه خلال الفترة الأخيرة كانت هناك خلافات في ما يتعلق بمسألة التوافق حول المرشح الرئاسي المشترك، وكان هناك شد وجذب بين بعض أعضاء الطاولة السداسية حول طبيعة ودور الطاولة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الدولة في الفترة المقبلة فيما لو فازت المعارضة في السلطة،

وفي حديث إلى "العربي" من اسطنبول، يوضح علوش أن كل هذه الأمور أدت إلى نوع من البرودة داخل التحالف، إلا أنها تعيد إليه الآن الزخم بشكل أكبر.

ما هي فرص نجاح مقترحات المعارضة؟

وبشأن فرص نجاح مقترحات المعارضة في استمالة الناخبين الأتراك، يقول علوش: إن ما لفته في إعلان المعارضة هو وعودها الكبيرة، مشيرًا إلى أنها مهمة، لكن الأهم من كل ذلك أن تستطيع المعارضة النجاح في هذه الانتخابات قبل أي أمر آخر.

ويضيف أن المعارضة لكي تعزز من فرصها للفوز في الانتخابات، ينبغي عليها التغلب على بعض العقبات الأساسية بشكل سريع، على رأسها مسألة التوافق حول المرشح الرئاسي المشترك، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لا يزال هناك عدم إجماع داخل تحالف المعارضة حول هذا الأمر.

ويتابع علوش أن هذا الأمر يعد مشكلة أساسية، لافتًا إلى أن الأهداف والرؤية التي قدمها تحالف المعارضة في ما يتعلق بالسياسات العامة لإدارة الدولة ستكون بمثابة التزام بالنسبة للمرشح الذي يفترض أن يخرج من الطاولة السداسية، سواء كان من قادة الطاولة السداسية أو من خارجها.

ويردف أن هناك مسألة أخرى وهي كيفية وصول المعارضة إلى الأصوات التي يعتقد أنها ستكون حاسمة في الانتخابات، موضحًا أن هذه الأصوات تنقسم إلى قسمين، الأول هو الصوت الكردي، بحيث لم تستطع الطاولة السداسية حتى الآن أن تخاطب الصوت الكردي، ولم تستطع أن تخاطب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وبالتالي لا يمكن القول بأن تحالف المعارضة سيستطيع الحصول على هذا الصوت لمجرد معارضته الرئيس رجب طيب أردوغان.

أما الصوت الآخر حسب علوش، فهو مرتبط بالأصوات المحافظة التي ابتعدت عن حزب العدالة والتنمية، وتساءل: "كيف يمكن للمعارضة أن تجذب هذه الأصوات لصالحها؟"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يتعلق بهوية وطبيعة المرشح المشترك المحتمل للمعارضة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close