الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

بعدما دمر الزلزال مدارسهم.. حافلات متنقلة تؤمن التعليم لأطفال شمال سوريا

بعدما دمر الزلزال مدارسهم.. حافلات متنقلة تؤمن التعليم لأطفال شمال سوريا

Changed

فقرة سابقة ضمن "شبابيك" تلقي الضوء على مبادرة تحويل خيام لصفوف دراسية في المناطق السورية التي تضررت جراء زلزال 6 فبراير (الصورة: تويتر)
تستهدف مبادرة حافلات التدريس 27 مخيمًا وتتنقل بينها تباعًا في جنديرس ومحيطها ويستفيد أكثر من ثلاثة آلاف طالب من خدماتها التعليمية والنفسية.

تحولت حافلات ملوّنة الى قاعات تدريس تتنقل بين مخيمات للنازحين في شمال غرب سوريا. وتوفر تلك الحافلات حصصًا تعليمية ودعمًا نفسيًا لأطفال دمّر الزلزال مدارسهم قبل أكثر من ثلاثة أشهر. 

وتنقل وكالة "فرانس برس" عن جواهر هلال البالغة 10 سنوات، وهي طالبة في الصف الخامس الابتدائي قولها: "كنا نسكن في جنديرس وحدث الزلزال. انهار المبنى ولم يعد لدينا مأوى".

وتخبر هلال بينما تجلس في خيمة أنها باتت منزل عائلتها وباتت المدرسة بعيدة جدًا عنها، لكن "الباصات أتت وبدأنا نتعلّم.. نتلقى دروسًا كثيرة". 

وتتوقف الحافلة قرب مخيم للنازحين عند أطراف بلدة جنديرس الواقعة في محافظة حلب والقريبة من الحدود التركية، وهي من المناطق الأكثر تأثرًا بالزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من فبراير/ شباط وحصد أرواح قرابة ستة آلاف شخص في سوريا وحدها.

خدمات تعليمية ودعم نفسي لأطفال 27 مخيًما 

ويتجمع الأطفال بفرح وحماس حول الحافلة الملونة والمزينة بصور وشعارات بينها "قطار الحروف"، ثم يصعدون تباعًا إلى حصص تتنوع بين اللغات العربية والإنكليزية والعلوم والرياضيات.

وبحسب رعد العبد، مسؤول التعليم في "أورانج" وهي منظمة محلية غير حكومية تقف خلف المبادرة: "تقدّم الوحدات المتنقلة خدمة تعليمية وأيضًا الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الزلزال". ويوضح أن "الباصات تستهدف 27 مخيمًا وتتنقل بينها تباعًا" في جنديرس ومحيطها، حيث يستفيد أكثر من ثلاثة آلاف طالب من خدماتها.

وألحق الزلزال أضرارًا كبيرة بالأبنية والمرافق الخدمية والبنى التحتية خصوصًا في المناطق الحدودية مع تركيا، مركز الزلزال. 

ويجد رمضان هلال، والد جواهر، في تسيير الحافلات التعليمية المتنقلة، حلاً مؤقتًا لأزمة تعطيل التعليم بعدما وجد نفسه وعائلته يقطنون في مخيم بين أشجار الزيتون. ويقول: "بعد حصول الزلزال، لم تبق مدارس أو أي شيء آخر"، مضيفًا أنه "حتى لو أرادوا تأسيس مدارس، تبقى بعيدة عنا ولا قدرة لنا على توفير المواصلات لنقل أولادنا إليها". 

التعليم في الخيام

وكانت منظمات المجتمع المدني في بلدة جنديريس قد أقدمت على تحويل عشرة خيام إلى صفوف دراسية تستوعب كل منها نحو 40 طالبًا بعد شهرين فقط على وقوع الزلزال. وقام معلمون بتقديم الدروس بشكل طوعي للطلاب في الخيام رغم ظروف الشتاء القاسية، حرصًا منهم على عدم بقاء التلاميذ محرومين من الدراسة.  

وقد تحولت مئات المدارس التي نجت من الكارثة إلى مراكز إيواء لعائلات دُمرت منازلها كليًا أو تضررت.

ويحتاج أكثر من مليون طفل في سنّ المدرسة في شمال غرب سوريا وحدها، إلى دعم تعليمي، وهم معرّضون لخطر التسرّب من المدرسة بسبب الزلازل، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (اوتشا).

كما تشير التقديرات إلى تضرّر ما لا يقل عن 452 مدرسة ابتدائية وثانوية بدرجات متفاوتة، في وقت يحتاج ما لا يقل عن 25 ألف معلّم متضرّر من الزلازل إلى دعم الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والتعويض المناسب وبناء القدرات.

وفي عموم سوريا، يحتاج 3,7 ملايين طفل لمساعدة إنسانية مستمرة وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي أفادت عن تعطيل تعليم 1,9 مليون طفل جراء الزلزال، في وقت لا تزال مدارس عديدة تُستخدم لإيواء الناس الذين شرّدهم الزلزال.

وفي حديث سابق إلى "العربي"، أشار وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة جهاد حجازي إلى أن قطاع التربية والتعليم يعاني من الكثير من المشاكل لا سيما في ما يتعلق بالبنية التحتية والتجهيزات والتمويل وهذا الأمر كان سائدًا قبل الزلزال، وأصبح أكثر إلحاحًا بعده وقد تركزت الأضرار في جنديرس وبعض المدن المحيطة. 

كما لفت حجازي إلى أن عدد المدارس المتضررة في شمال سوريا بما فيها جنديرس بلغ نحو 388 مدرسة. وتحوّلت حوالي 60 مدرسة إلى مراكز إيواء مؤقتة للعائلات المتضررة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close