تراجعت أسهم "فيسبوك" بنسبة 25% اليوم الخميس وخسرت أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها، بعد أن أبلغت الشركة عن أول انخفاض لها على الإطلاق في أعداد المستخدمين اليومية.
وجاء الانهيار الضخم، الذي يتخطى القيمة السوقية لشركة ماكدونالدز، بعد أن أعيدت حديثًا تسمية إمبراطورية وسائل التواصل الاجتماعي التي أنشأها مارك زوكربيرغ إلى "ميتا".
وقالت الشركة: إن أعداد المستخدمين النشطين يوميًا في التطبيق الرئيس، وهو هدف نمو رئيس للمستثمرين، انخفضت إلى 1.929 مليار في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر/ كانون الأول الفائت، من 1.93 مليار في الربع السابق، بحسب صحيفة "الغارديان".
التراجع الأول منذ 18 عامًا
وساهمت الخسارة الرمزية لنحو مليون مستخدم، وهي الأولى منذ 18 عامًا، في تراجع سعر السهم في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس الأربعاء والتي استؤنفت اليوم الخميس.
وفي مكالمة مع المستثمرين، كان زوكربيرغ "فخورًا" بالعمل الذي أنجزته الشركة العام الماضي، لكنه أقر بأن الشركة واجهت منافسة شديدة من المنافسين على الاهتمام بما في ذلك "تيك توك".
وقال نيل ويلسون، كبير محللي الأسواق لمنصة التداول market.com: "إن مشكلة فيسبوك هي المنافسة على الاهتمام، لا يوجد سوى عدد كبير جدًا من الأشخاص وساعات طويلة في اليوم، ونحن بالفعل على مقربة من نقطة التشبع".
ميتافيرس وزيادة المنافسة
وكشفت شركة "ميتا" عن أول أرباح ربع سنوية لها تحت اسمها الجديد. وقد أنفقت 10 مليارات دولار على رؤيتها للمستقبل "ميتافيرس". وحذرت من أنها تواجه "رياحًا معاكسة من زيادة المنافسة على وقت الناس وتحول المشاركة".
وبالإضافة إلى "فيسبوك"، تمتلك "ميتا" تطبيق مشاركة الصور ومقاطع الفيديو "إنستغرام" وخدمة رسائل "واتساب" وأعمال أجهزة الواقع الافتراضي "أوكولوس".
وبعد فترة الازدهار خلال الوباء، عاقبت الأسواق شركات التكنولوجيا بما في ذلك "نتفليكس" و"باي بال" على النتائج المخيبة للآمال.
وفي حين كانت عائدات "ميتا" أعلى قليلاً من المتوقع عند 33.7 مليار دولار للأشهر الثلاثة الماضية، فإن الانخفاض في عدد المستخدمين النشطين يوميًا قد جذب انتباه المستثمرين.
وقد توقف نمو فيسبوك في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الانخفاضات الأخيرة جاءت من إفريقيا وأميركا اللاتينية. وفي جميع شركات ميتا بما في ذلك فيسبوك، ارتفع عدد المستخدمين النشطين يوميًا من 2.81 مليار إلى 2.82 مليار.
تقنيات الواقع الافتراضي
وكشفت ميتا أيضًا للمرة الأولى عن المبلغ الذي أنفقته حتى الآن على إستراتيجيتها الجديدة. وأنفق قسم "ريالتي لاب" في الشركة، الذي يصنع نظارات الواقع الافتراضي والنظارات الذكية وغيرها من المنتجات التي لم يتم طرحها بعد، أكثر من 10 مليارات دولار عام 2021. وأدى هذا الإنفاق إلى خفض الأرباح الفصلية بنسبة 8% وأشار زوكربيرغ إلى أن هناك المزيد من الإنفاق في المستقبل.
ووضعت الشركة سلسلة من المشكلات التي يمكن أن تؤثر على النمو على المدى القريب، بما في ذلك النظام الأساسي والتغييرات التنظيمية، بالإضافة إلى مقارنات صعبة مع عام تم فيه تعزيز الإعلان عبر الإنترنت بسبب الوباء.
وتأتي هذه الخطوة أيضًا في أعقاب سلسلة من الأزمات في الشركة، والتي تم إلقاء اللوم عليها في الترويج لأخبار كاذبة في جميع أنحاء العالم، وإذكاء الأعمال العدائية وانتهاك الخصوصية. وقال زوكربيرغ: "على الرغم من أن الاتجاه واضح فإن طريقنا إلى الأمام لم يتم تحديده بوضوح بعد". وأضاف: "العام الماضي كان حول وضع حصة في الأرض حول ما نتجه إليه".
حاسوب عملاق
ومؤخرًأ أعلن مارك زوكربيرغ أن شركة "ميتا" المالكة لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أكملت المرحلة الأولى من إنتاج حاسوب عملاق جديد يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وفي بيان له، قال زوكربيرغ مؤسس الشركة: إن "الحاسوب الجديد واسمه "آر أس سي" سيكون أسرع جهاز فائق الذكاء الاصطناعي في العالم".
وأضاف أنه "سيساعد الباحثين على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي يمكنها التعلم من تريليونات الأمثلة. ومن بين أشياء أخرى ستتمكن هذه النماذج من بناء أدوات واقع معزز أفضل، وتحليل النصوص والصور والمقاطع المصورة معًا بسلاسة".
وسيكون لدى "آر أس سي" مجموعة واسعة من التطبيقات التي يعمل عليها، وستشمل تطبيقات الواقع المعزز التي ستظهر بالنهاية في أجهزة "إي آر" الخاصة بالشركة.
كما يتضمن أيضًا خوارزميات تعديل المحتوى التي تكشف عن خطاب الكراهية على تطبيقي "إنستغرام" و"فيسبوك".
وتعرب الشركة عن أملها في أن يساعد هذا الحاسوب في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي جديدة، إذ يمكنها على سبيل المثال تشغيل ترجمات صوتية لمجموعة كبيرة من الأشخاص يتحدث كل منهم لغة مختلفة، حتى يتمكنوا من التعاون بسلاسة في مشروع بحثي أو ممارسة لعبة حاسوب.
والجدير ذكره، أن العمل لتصميم هذا الحاسوب بدأ قبل عام ونصف، ومن المفترض إنجازه في وقت لاحق من هذا العام.