بعد إطلاقها أميركيًا ونجله.. إيران تتوقع الإفراج عن أرصدتها المجمدة
تتوقع إيران الإفراج عن أرصدتها المجمّدة في كوريا الجنوبية بسبب العقوبات المفروضة من واشنطن، في أعقاب سماحها لأميركي بمغادرة البلاد وإفراجها عن نجله، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران الأحد.
وتطالب طهران بالإفراج عما يناهز سبعة مليارات دولار مستحقة لها بدل صادرات نفطية، لكنها مجمدة في كوريا الجنوبية بناء على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران بعد الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي في 2018.
وأتى الحديث عن إمكان تحرير الأرصدة غداة إعلان الأمم المتحدة أن طهران سمحت للأميركي من أصل إيراني باقر نمازي بمغادرة أراضيها، وأفرجت عن نجله سياماك، المدانَين بالتجسس.
"صفقة تحرير السجناء"
ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن "مصادر مطلعة" لم تسمّها، توقعها "قرب الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية في إطار صفقة الإفراج عن سجناء بين إيران وأميركا".
وأضافت أن الأسابيع الماضية شهدت "مفاوضات مكثفة بوساطة إحدى دول المنطقة للإفراج المتزامن عن سجناء بين إيران وأميركا ومليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية" وذلك في إطار "صفقة تحرير السجناء".
وأكد جاريد غينسر، محامي نمازي ونجله، أن ما تم التوصل إليه بشأنهما "مراحل أولية أساسية، لكننا لن نتوقف" ما داما "غير قادرين على العودة معًا إلى الولايات المتحدة ولم ينته كابوسهما الطويل".
واعتقل باقر نمازي (85 عامًا) المسؤول السابق في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في فبراير/ شباط 2016، حين توجه إلى إيران سعيًا إلى الإفراج عن ابنه سياماك، رجل الأعمال الذي كان قد أوقِف في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
وحكم عليهما في أكتوبر بالسجن عشرة أعوام لإدانتهما بالتجسس. وأفرج عن الأب عام 2020 من دون أن يسمح له بمغادرة إيران، بينما بقي سياماك في السجن، ويرجّح أن الإفراج الحالي عنه مؤقت.
ولإيران عشرات المليارات من الأرصدة المجمدة بفعل العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرضها اعتبارًا من عام 2018، بعد قراره سحب بلاده أحاديًا من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي.
وتتركز هذه المبالغ في دول مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
واتهمت طهران سول في يناير/ كانون الثاني 2021 بأخذ أرصدتها "رهينة"، في حين أكد الطرفان مرارًا خلال الأشهر الماضية إجراء مباحثات بشأن سبل تحرير هذه الأرصدة أو السماح لطهران بالاستفادة منها بشكل لا يخالف العقوبات الأميركية.
وفي مطلع 2022، أعلنت سول أنها استخدمت جزءًا من هذه الأرصدة لتسوية مستحقات طهران لميزانية الأمم المتحدة، ما أتاح لإيران استعادة حقها في التصويت بالمنظمة الدولية.
وكانت إيران دعت كوريا الجنوبية في يناير من العام الحالي، إلى تحرير الأرصدة بصرف النظر عما ستؤول إليه المباحثات بين طهران والقوى الكبرى الهادفة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأوردت "إرنا" أن احتمال تحرير الأرصدة يأتي بينما "بقيت مفاوضات العودة للاتفاق النووي من دون نتيجة حتى الآن بسبب عدم قيام الأميركيين بحسم قرارهم السياسي"، متحدثة عن رغبة أميركية في "متابعة موضوع الإفراج عن عدد من رعاياه المحتجزين في إيران بالتزامن مع تحرير أرصدة إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية.