الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

بعد استهداف موكب وزير الدفاع اليمني.. ما هي الرسائل الحوثية؟

بعد استهداف موكب وزير الدفاع اليمني.. ما هي الرسائل الحوثية؟

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" حول الرسائل الحوثية الموجّهة بعد استهداف موكب وزير الدفاع (وسائل التواصل)
نفى نائب وزير الإعلام في حكومة الحوثيين لـ"العربي" تورط جماعته في استهداف موكب وزير الدفاع اليمني بطائرة مسيرة مفخخة بمحافظة تعز.

اعتبرت الحكومة اليمنية أن استهداف الحوثيين لموكب محافظ تعز نبيل شمسان ووزير الدفاع محسن الداعري يعطي مؤشرًا واضحًا على رفضهم الصريح لجهود السلام الدولية والأممية.

والسبت، نجا وزير الدفاع اليمني محسن الداعري، ومسؤولون عسكريون آخرون من هجوم للحوثيين بطائرات مسيرة، استهدف موكبهم، بعد خروجه من منطقة الساحل الغربي متجهًا نحو مدينة تعز.

"عمل إرهابي جبان"

من جانبه، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، في بيان، "بأشد العبارات إقدام ميليشيا الحوثي الإرهابية، على محاولة اغتيال محافظ تعز نبيل شمسان، باستهداف موكبه في منطقة الكدحة غربي المحافظة، بطائرة مسيرة إيرانية الصنع، ما أسفر عن استشهاد أحد مرافقيه وإصابة اثنين آخرين".

وأضاف: "استهداف الحوثيين رئيس السلطة التنفيذية المدنية في محافظة تعز، عمل إرهابي غادر وجبان، يثبت الطبيعة الإجرامية لهذه الميليشيا التي لا تقيم اعتبارًا لحرمة شهر رمضان المبارك، ولا لدماء الناس".

وأردف أن "هذا الاستهداف الآثم الذي يأتي في ظل تصعيد متواصل نفذته ميليشيا الحوثي الإرهابية على أكثر من مستوى، يؤكد إصرارها على نسف جهود التهدئة واستعادة الهدنة، وتفجير الأوضاع من جديد"، وفق وصفه.

"نفي حوثي"

على المقلب الآخر، نفى نائب وزير الإعلام في حكومة الحوثيين باليمن فهمي اليوسفي، تورط جماعة الحوثي في استهداف وزير الدفاع اليمني بطائرة مسيرة مفخخة بمحافظة تعز جنوب غربي البلاد، ومقتل 3 عسكريين. 

ووصف اليوسفي في حديث سابق مع "العربي"، الاتهامات التي طالت الحوثيين حول وقوفهم خلف هذا الاستهداف، بـ"الفبركات التي صنعتها مطابخ خارجية لدول العدوان"، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو تعطيل ما تم الاتفاق عليه في ملف الأسرى مؤخرًا، ونسف أي تقارب إيراني سعودي

واتهم اليوسفي "أمراء الحرب ومرتزقتهم إضافة لدول العدوان كالإمارات وغيرها" بالوقوف خلف محاولات السيطرة الميدانية، لرغبة منها بالدخول في مجالات التفاوض القائمة، ولا سيما أن تنفيذ الاتفاقيات بين الحوثيين والحكومة سيقطع على "أمراء الحرب" المردود المالي الذي يحصلون عليه منذ بداية الحرب، وفق اليوسفي. 

ويأتي ذلك، مع جهود مستمرة تقوم بها الأمم المتحدة وجهات دولية وإقليمية لتحقيق تسوية سياسية باليمن تبدأ بتمديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تجديدها.

ماهي الرسائل الحوثية؟

وبشأن الرسائل الحوثية الموجهة بعد استهداف موكب وزير الدفاع، يرى الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري أن محاولة الاغتيال هي واحدة من جملة رسائل بشأن استحالة الحديث عن السلام مع ميليشيات لا ترى في السلام إلا مصيًرا لفشلها، وتفضل أن تبقى الحرب والمواجهات، والتشرذم والضياع الذي يعيشه اليمن، وفق تعبيره.

وفي حديث لـ"العربي" من اسطنبول، يشير البكيري إلى أن الرسالة كانت واضحة جدًا أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأنها مستمرة، ومن يتحدث عن سلام فهو واهم ويبيع وهمًا لليمنيين، لافتًا إلى أنه لا يمكن الحديث عن سلام مع ميليشيات، نبتت من بين بارود الحروب ولا يمكنها أن تقبل بلحظة سلام، لأنها ستُخنَق في وجوده، وبالتالي هي تستمر في زعزعة الأمن والاستقرار وفي استمرار عملياتها الدائمة في الهجوم والقتال وفتح الجبهات.

وبشأن عقد اجتماع موسع ضم قادة عسكريين تابعين للحكومة اليمنية ولممثلين عن التحالف بقيادة السعودية لتقرير خطة لمواجهة الحوثيين وأي تصعيد معهم في مأرب وتعز، يوضح البكيري أن هذه الاجتماعات هي دورية وطبيعية في إطار المؤسسات العسكرية الرسمية، مشيرًا إلى أنها جاءت ردًا على التصعيد الكبير الذي حصل على امتداد الأسبوع الماضي في مأرب من قبل جماعة الحوثي التي شنت هجومًا واسعًا في عدد من المناطق والمحاور في الجوبة وفي حريب وفي شبوة.

وفيما يفيد أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار العمل الروتيني البحت للمؤسسة العسكرية اليمنية، يلفت إلى أن "الميليشيات الحوثية تصعّد من القنص الدائم الذي يتعرض له المواطنون في تعز والمواجهات العسكرية التي تشن في العديد من المحاور في مأرب وفي غيرها".

من المسؤول عن الهجوم؟

من جهته، يشدد نائب وزير الإعلام في حكومة الحوثيين فهمي اليوسفي على أن المسؤول عن عملية الاغتيال هو الطرف الذي يروج أن هناك هجمات من قبل صنعاء التي ليس من مصلحتها أن تقوم بمثل هذه الهجمات وبالذات في هذه المرحلة بعد التوقيع على اتفاق الأسرى بين الرياض وصنعاء.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من صنعاء أن من يصفهم بـ"تجار الحروب من مرتزقة العدوان" يعتقدون أن مصلحتهم تنتهي بمجرد أن يكون هناك تفاوض جدي بين صنعاء وبين الرياض، مشيرًا إلى أن مصلحتهم في ذلك تكمن في تحقيق مكاسب مادية لأنهم أدمنوا العمالة والارتزاق، حسب قوله.

وينفي اليوسفي أي تصعيد من قبل الحوثيين في اليمن، مشددًا على أن الجماعة في موقع الدفاع، خصوصًا بعد البدء بالعمليات التفاوضية والتوقيع على ملف الأسرى.

ويخلص إلى أن الحوثيين على أمل أن تتقدم المفاوضات على جميع الملفات، وليس من مصلحتهم التصعيد لا في تعز ولا غيرها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close