الخميس 28 مارس / مارس 2024

بعد اشتباكات دامية.. أرمينيا وأذربيجان تؤكدان صمود اتفاق وقف إطلاق النار

بعد اشتباكات دامية.. أرمينيا وأذربيجان تؤكدان صمود اتفاق وقف إطلاق النار

Changed

اتفاق على وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان غداة اشتباكات دامية
اتفاق على وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان غداة اشتباكات دامية (الأناضول)
حثت الأمم المتحدة أذربيجان وأرمينيا على ضبط النفس وتجنب التصعيد وحل الخلافات بين الجارتين بالوسائل السلمية.

أعلن مسؤولون من أرمينيا وأذربيجان، اليوم الأربعاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه برعاية روسية لا يزال صامدًا غداة اشتباكات دامية بين الدولتين أثارت مخاوف من تصعيد في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه.

فالثلاثاء أسفرت اشتباكات بين قوات أرمنية وأذربيجانية عن مقتل 8 جنود في أسوأ قتال بين الطرفين منذ حرب السنة الماضية حول المنطقة الحدودية.

والحرب التي استمرت ستة أسابيع وأدت الى مقتل أكثر من 6500 شخص، انتهت بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني باتفاق تم برعاية روسية قدمت أرمينيا بموجبه تنازلات كبرى في الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ عقود.

أما معارك مساء أمس الثلاثاء، فانتهت أيضًا إثر وساطة من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

اتهامات متبادلة

وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية قد قالت إن "7 جنود أذربيجانيين قُتلوا وأصيب عشرة آخرون في اشتباكات تسببت بها أرمينيا الثلاثاء"، مضيفة أن الوضع على الحدود "استقر مساء الثلاثاء".

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية مقتل جندي وفقدان 24 آخرين وأسر 13 أثناء الاشتباكات، مشيرةً إلى أنها خسرت موقعَين عسكريَين أصبحا تحت سيطرة باكو.

 وأوضحت أن "الوضع في منطقة الحدود الشرقية هادئ نسبيًا ويجري احترام اتفاق وقف إطلاق النار" الأربعاء.

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الثلاثاء أذربيجان "باستهداف سيادة واستقلال أرمينيا"، بينما قالت باكو إن يريفان مسؤولة عن "استفزاز عسكري واسع النطاق.

وطلبت أرمينيا من حليفها الروسي دعمًا عسكريًا بموجب اتفاق "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي ترغم موسكو على حمايتها في حال تعرضها لاجتياح خارجي.

فقد صرّح الأمين العام لمجلس الأمن الأرمني أرمين غريغوريان الثلاثاء: "نظرًا للهجوم ضد الأراضي الأرمنية التي تتمتع بالسيادة، نتوجه الى روسيا لكي نطلب منها حماية وحدة أراضي أرمينيا".

دعوات دولية للتهدئة

وتعقيبًا على التطورات، حثت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أذربيجان وأرمينيا على ضبط النفس وتجنب التصعيد وحل الخلافات بين الجارتين بالوسائل السلمية.

وفي اليوم نفسه بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع مع باشينيان هاتفيًا كما أعلن الكرملين في بيان واتفقا على "مواصلة الاتصالات" حول هذه المسألة.

وقبل إعلان وقف إطلاق النار، حض الاتحاد الأوروبي أيضًا الطرفين على وقف الأعمال العدائية، إذ دعا رئيس المجلس شارل ميشال الى "وقف تام لإطلاق النار.

كما عبّرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان عن "قلقها الشديد" ودعت كل الأطراف الى احترام الاتفاقات التي تم التوصل اليها في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عن قلق بلاده البالغ جراء الاشتباكات التي وقعت اليومين الماضيين بين أذربيجان وأرمينيا، داعيًا الطرفين لخفض التصعيد.

وقال بلينكن في بيان، اليوم الأربعاء، إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق كبير جراء التقارير التي تشير إلى وجود اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان".

توترات متصاعدة

ومنذ حرب السنة الماضية، تعلن أرمينيا وأذربيجان تكرارًا عن حوادث تبادل اطلاق نار، على الرغم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ونشر 2000 جندي حفظ سلام من روسيا، إلا أن التوتر ببقي على أشده بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.

وتصاعد التوتر بشكل مستمر في الأسابيع الماضية بين أرمينيا وأذربيجان، عقب تبادل الاتهامات بإطلاق النار عند الحدود الأحد.

وكانت سلطات ناغورني كاراباخ قد أشارت السبت الفائت إلى أن الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي في ممر لاتشين، أُغلق لفترة وجيزة بسبب حادث بين الجانبين.

أما هزيمة يريفان السنة الماضية فخلفت صدمة كبرى لدى قسم كبير من الشعب الأرمني ولا تزال تهز الطبقة السياسية في البلاد اليوم.

إذ تظاهر آلاف الأشخاص في يريفان الأسبوع الماضي للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي تصفه المعارضة بانه "خائن" بعدما أبرم اتفاق الهدنة مع باكو.

وانفصلت منطقة ناغورني كاراباخ المدعومة من يريفان والتي تقطنها أغلبية أرمنية، عن أذربيجان عند سقوط الاتحاد السوفياتي، ما تسبب باندلاع حرب أولى في التسعينات أسفر عن مقتل 30 ألف شخص وتشريد مئات الآلاف.

وكان الجيش الأذربيجاني أطلق يوم 27 سبتمبر/ أيلول 2020، عملية "لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم كرباخ"،  وبعد معارك ضارية استمرت 44 يومًا، أعلنت روسيا يوم 10 نوفمبر 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة. 

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close