ساد هدوء حذر في السودان صباح اليوم الأربعاء، بعد اشتباكات متقطعة اندلعت على نطاق ضيق في الخرطوم ومدينة أم درمان مساء أمس الثلاثاء، رغم دخول الهدنة التي تمتد أسبوعًا حيز التنفيذ بحسب مراسل "العربي".
ودارت الاشتباكات في محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري ومقار الجيش فقط بالعاصمة وأم درمان، أما في بقية المحاور فكان الوضع هادئًا.
وتحدث مراسلنا عن رصد حركة خفيفة للمواطنين في الشارع في محاولة لشراء حاجياتهم اليومية، في حين لم يُصرّح أطراف الصراع عن المسارات الآمنة التي يمكن للسكان سلكها.
لا ثقة بصمود هدنة السودان
ولا تزال الحواجز العسكرية التابعة للجيش وقوات الدعم السريع، موجودة في شوارع الخرطوم حيث يتم تفتيش المواطنين، فضلاً عن استمرار حملة الاعتقالات التي يقوم بها الجانبان.
وأكد مراسل "العربي" في الخرطوم أن جميع المظاهر القتالية ما زالت ظاهرة في البلاد ما عدا الاشتباكات، ولا سيما أن القوات العسكرية للطرفين بقيت متمركزة في المستشفيات والمقار وداخل المنازل، دون حصول أي اختلاف بالمقارنة مع كان عليه الوضع قبل سريان الهدنة التي وقّع عليها الطرفان على هامش مباحثات في مدينة جدة السعودية، وبالتالي فإن الثقة بصمود الهدنة غير موجودة لدى المواطن.
دعوات لوقف العنف الجنسي وحماية المدنيين
ومساء الثلاثاء، طالبت الرياض وواشنطن طرفي الصراع بالالتزام بما وقعا عليه من التزامات لوقف إطلاق النار المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية، وفق بيان مشترك.
وأشار البيان إلى أن أيًا من الجانبين لم يلتزم بعدم السعي إلى مكاسب عسكرية خلال فترة 48 ساعة بعد توقيع الاتفاق وكذلك قبل دخوله حيز التنفيذ.
وقال البيان إن "السعودية والولايات المتحدة تؤكدان مجددًا على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأجل والترتيبات الإنسانية" في السودان الموقع في 20 مايو/ أيار من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
واليوم أيضًا، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر ترك ما يحدث في السودان بأنه "مفجع"، ودعا مباشرة طرفي القتال إلى وقف العنف الجنسي وحماية المدنيين.
وقال ترك في إفادة صحفية في جنيف: "الجنرال (عبد الفتاح) البرهان، الجنرال (محمد حمدان) دقلو عليكما أن تصدرا تعليمات واضحة لا لبس فيها لكل من يأتمرون بأمركما تفيد بعدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي... يجب حماية أرواح المدنيين ويتعين عليكما وقف هذا العنف عديم المعنى على الفور".
ومنذ 15 أبريل/ نيسان، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، عن مقتل نحو ألف شخص وأكثر من مليون نازح ولاجئ.