بعد مطاردة استمرت عدة ساعات، استشهد منفذ عملية تل أبيب، فجر اليوم الجمعة التي أسفرت عن مقتل إسرائيلييْن وإصابة 10 آخرين، خلال اشتباك مع قوات خاصة إسرائيلية في مدينة يافا داخل الخط الأخضر.
وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية صباح الجمعة أنها "قتلت منفذ الهجوم" الذي وقع الخميس في وسط مدينة تل أبيب.
من جهتها، نعت القوى الوطنية والإسلامية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم منفذ العملية "الشهيد الشاب رعد فتحي زيدان حازم 29 عامًا من مخيم جنين".
#شاهد| والد الشهيد رعد فتحي حازم يتحدّث عن صفات ابنه، الذي استشهد في #يافا فجر اليوم، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في شارع ديزنغوف في تل أبيب. (ألترا فلسطين) pic.twitter.com/VARNBd08bh
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 8, 2022
"ليلة صعبة"
وقال مسؤولون في أجهزة الأمن صباح الجمعة: إنه "تم تحديد مكان منفذ الهجوم المسلح أمس في تل أبيب، وتحييده"، موضحين أن الرجل وهو فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، استشهد بالقرب من مسجد في حي يافا.
كما أعلن جهاز الأمن الإسرائيلي "شاباك" أن "قوة أمنية تمكنت من قتل منفذ عملية تل أبيب بعد مطاردة تجاوزت 10 ساعات".
وقال الجهاز: "منفذ عملية تل أبيب حوصر فجر الجمعة قرب مسجد في مدينة يافا وخاض اشتباكًا مسلحًا مع قوة أمنية قبل قتله".
#عاجل | جهاز الأمن الإسرائيلي "شاباك": قوة أمنية تتمكن من قتل منفذ عملية تل أبيب بعد مطاردة تجاوزت 10 ساعات #فلسطين
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 8, 2022
وفي وقت لم تكشف أجهزة الأمن هوية منفذ هذا الهجوم الذي قتل فيه شخصان على الأقل وجرح نحو عشرة آخرين مساء الخميس في قلب مدينة تل أبيب، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه يدعى رعد حازم وهو فلسطيني من منطقة جنين شمالي الضفة.
من جهته، أكد مراسل التلفزيون العربي في جنين أن "كتائب شهداء الأقصى أعلنت أن منفذ عملية تل أبيب ينتمي إليها".
#عاجل | مراسل التلفزيون العربي في جنين: كتائب شهداء الأقصى تقول إن منفذ عملية تل أبيب ينتمي إليها #فلسطين pic.twitter.com/OJL4bCJziS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 8, 2022
وكان الجيش الاسرائيلي شن الأسبوع الماضي سلسلة من عمليات الدهم في المنطقة التي يتحدر منها أيضًا منفذ الهجوم الذي أودى بحياة خمسة أشخاص بينهم أوكرانيان وشرطي في حي بني براك لليهود المتشددين في إحدى ضواحي تل أبيب.
"رد طبيعي ومشروع"
وكانت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" أكدت في بيان أن الهجوم (تل أبيب) هو رد طبيعي ومشروع على تصعيد الاحتلال جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى.
واعتبرت أن "استمرار إرهاب الاحتلال وجرائمه ومحاولات تهويده للقدس، وتقديم القرابين في باحات المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم، في ما يسمى عيد الفصح تقف دونه الدماء والرصاص، فشعبنا لن يسمح بذلك، ومقاومتنا ستقف بالمرصاد لكل من يفكر بالمساس بقدسنا وأقصانا والأيام شاهدة على ذلك".
من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن عودة العمليات الفدائية داخل العمق الإسرائيلي هي نتيجة للعدوان الذي تجاوز كل الحدود.
وشددت على أن "العدو يدفع جزءًا من الثمن جراء كل جرائمه وإرهاب مستوطنيه بحق أهلنا في القدس والضفة، وأن هذه العملية هي رسالة واضحة للعدو بأن عليه أن يتوقف عن اقتحاماته للمسجد الأقصى، وأن إقدام المستوطنين والمتطرفين الصهاينة باقتحام الأقصى سيترتب عليه مزيدًا من المقاومة والعمليات الفدائية".
وفي سياق ردود الفعال الدولية، أدان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن "بشدة" عملية الهجوم، وقال في تغريدة له على تويتر: "نحن نفكر اليوم في ضحايا الهجوم وعائلات القتلى".
We strongly condemn the terrorist attack that occurred in Israel today. We are thinking of the victims of today’s attack and the families of those killed. May the memories of those who passed be a blessing.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) April 8, 2022
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في تغريدة عبر تويتر: إنها "فزعت من الأنباء الواردة عن هجوم تل أبيب"، مضيفة أن بلادها تقف إلى جانب إسرائيل ضد "هذا العنف المقيت".
Appalled by the latest reports from Tel Aviv, where innocent people enjoying a Thursday night with friends and family were targeted by gunfire. The UK stands with Israel and against this abhorrent violence. 🇮🇱🇬🇧
— Liz Truss (@trussliz) April 7, 2022
وهذه العملية، هي الرابعة خلال الأسابيع الأخيرة في إسرائيل، إذ سبقتها 3 عمليات في بئر السبع، والخضيرة، وبني براك؛ أسفرت مجتمعة عن مقتل 11 شخصًا، بينهم عناصر أمن.
ويتخوّف الاحتلال من أن تُشكل هذه العمليات، مصدر إلهام، لفلسطينيين آخرين، لتنفيذ عمليات جديدة ضده.
وفي هذا الصدد، أشارت إذاعة "كان" العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن عملية عسكرية موسعة في مناطق فلسطينية متفرقة، تحت اسم "كاسر الأمواج".
وتجد أجهزة الاحتلال الأمنية صعوبة في التصدّي لموجة العمليات، كونها "فردية"، وينفذها فلسطينيون بشكل ذاتي ومن دون مساندة من فصائل، وهو ما يصعب عمل أجهزة الاستخبارات، ويحد من القدرة على "الردع".