أصدر القضاء التونسي أمرًا بسجن 6 سياسيين معارضين للرئيس قيس سعيّد، بعد اعتقال الوزير والأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي المعارض غازي الشواشي، والقيادي في جبهة الخلاص رضا بلحاج، بحسب مراسل "العربي".
وجاءت أوامر الإيداع بالسجن فيما تشهد تونس حملة اعتقالات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال منذ 11 فبراير/ شباط الجاري.
"قرارات سياسية"
وفي تدوينة على فيسبوك، قال محامي الدفاع سمير ديلو: إنّ هيئة الدفاع عن الموقوفين قررت مقاطعة الترافع في القضايا الموجهة.
وأضاف ديلو: "الهيئة اتخذت قرارها مقاطعة الترافع عن كل من عصام الشابي وجوهر بن مبارك وشيماء عيسى وغازي الشواشي ورضا بلحاج لانتفاء شروط المحاكمة العادلة ولقناعتها أن قرارات الإيداع سياسية بحتة وليست قضائية".
وأفاد مراسل "العربي" علي القاسمي بصدور نحو 6 بطاقات إيداع بالسجن في حق من شملهم الإيقاف آخرهم أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي.
كما ذكر فريق الدفاع أن قاضيًا تونسيًا قد أصدر حكمًا بسجن اثنين من السياسيين البارزين، هما عبد الحميد الجلاصي وخيام التركي، بالإضافة إلى رجل الأعمال المعروف كمال لطيّف وبقية المعتقلين.
وقال فريق الدفاع إنه قاطع جلسة الترافع نظرًا لعدم توافر شروط المحاكمة العادلة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
"ظروف مهينة"
وكانت جبهة الخلاص الوطني، قد أكدت أمس في بيان لها أن وزارة الداخلية حولت الجمعة معتقلين حزبيين وناشطين سياسيين إلى النيابة العامة "في حالة احتفاظ" (توقيف).
وبحسب الجبهة، فإن فرقة البحث في الجرائم الإرهابية (تابعة للداخلية) "حولت كلًا من عضوي الجبهة جوهر بن مبارك وشيماء عيسى، وأمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي، والناشط السياسي خيام التركي، والقيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي إلى النيابة العمومية في حالة احتفاظ".
وذكرت أن "المعتقلين حضروا مُقيدي الأيدي وفي ظروف مُهينة، وسط حضور مكثف ومدجج بالسلاح لأعوان الأمن إثر قرار النيابة العمومية إحالتهم إلى مكتب التحقيق لدى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب".
استمرار حملة الاعتقالات
يأتي ذلك، فيما تتواصل حملات الاعتقال بحق المعارضين؛ إذ اعتقلت قوات الأمن التونسية مساء الجمعة الوزير والأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي المعارض غازي الشواشي بعد مداهمة منزله كما قالت مصادر إعلامية تونسية: إنّ الأمن اعتقل القيادي في جبهة الخلاص الوطني رضا بلحاج
وتشهد تونس حملة اعتقالات واسعة استهدفت أكثر من 12 شخصًا بينهم سياسيون معارضون ونشطاء ومنظمون لاحتجاجات، ومدير إذاعة محلية، بالإضافة إلى رجل أعمال بارز واثنين من القضاة عزلهما سعيّد قبل أشهر.
ووجهت السلطات التونسية تهمًا بـ"التآمر على أمن الدولة" لـ17 شخصًا من معارضي سعيّد. كما يأتي اعتقال الشواشي وبلحاج، بعد أن ألقت أجهزة الأمن التونسية، القبض على عضو جبهة الخلاص الوطني، جوهر بن مبارك في نطاق حملة الاعتقالات.