الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

بعد اقتحام متظاهرين المجمع الرئاسي.. رئيس سريلانكا يوافق على التنحّي

بعد اقتحام متظاهرين المجمع الرئاسي.. رئيس سريلانكا يوافق على التنحّي

Changed

نافذة إخبارية (مايو الماضي) حول أزمة سريلانكا (الصورة: تويتر)
اندفع آلاف الأشخاص نحو بوابات القصر الرئاسي للمطالبة باستقالة الرئيس، متهمين الحكومة بسوء إدارة أزمة خانقة مستمرة منذ أشهر في بلد يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة.

وافق الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا على التنحي الأسبوع المقبل، بعدما فرّ من مقره الرسمي في العاصمة كولومبو، اليوم السبت، قبيل اقتحام متظاهرين غاضبين المجمع الرئاسي ومكاتب الرئاسة المجاورة، احتجاجًا على أزمة اقتصادية غير مسبوقة تشهدها البلاد منذ أشهر.

واندفع آلاف الأشخاص نحو بوابات القصر الرئاسي للمطالبة باستقالة الرئيس، متهمين الحكومة بسوء إدارة أزمة خانقة مستمرة منذ أشهر في بلد يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة.

وأظهرت مشاهد بثت مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الأشخاص وهم يسيرون في أرجاء القصر، وبعضهم قفز في حوض السباحة. وشوهد آخرون يضحكون ويجلسون في غرف النوم الفخمة في المقر الرئاسي.

وأطلق الجنود النار في الهواء لوقف تقدمّ المتظاهرين.

وقدّرت الشرطة أن مئات الآلاف تجمّعوا في الشوارع المحيطة، بينما تمكّن المئات من دخول القصر بعد فرار الرئيس مباشرة، حيث جرى نقله بطائرة تابعة للبحرية في مطار كولومبو، إلى جنوب الجزيرة، حيث أبلغ مسؤولين بموافقته على التنحّي الأسبوع المقبل.

وقال رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا أبيواردانا، في تصريح متلفز، إن "الرئيس قال إنه سيتنحّى في 13 يوليو/تموز لضمان انتقال سلمي" للسلطة.

مهاجمة منزل رئيس الوزراء

ودعا رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكرمسينجه، التالي في خلافة راجابكسا، إلى اجتماع طارئ للحكومة بحثًا عن "حل سريع" للأزمة، داعيًا قادة الأحزاب السياسية للانضمام إلى هذا الاجتماع. وأبدى استعداده للتنحي لإفساح المجال أمام حكومة وحدة وطنية.

لكن هذا الموقف لم ينجح في تهدئة المحتجين الذين اقتحموا منزل رئيس الوزراء، وأضرموا النار فيه.

وأظهرت مشاهد تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي حشودًا تهلل لإحراق المنزل، بعيد مهاجمة حراس تابعين لويكرمسينجه صحافيين متواجدين أمام المنزل.

ولم تسجّل أي إصابات من جراء الحريق، كما أعلنت الشرطة أن ويكرمسينجه وأفراد أسرته لم يكونوا في المنزل حين أضرمت فيه النيران.

وقالت متحدثة باسم المستشفى الرئيسي في كولومبو إن ثلاثة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى بعد إصابتهم بطلقات، كما تلقّى 36 شخصًا العلاج من ضيق التنفّس جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع.

وألغت الشرطة أمرًا بحظر التجوّل صدر الجمعة، بعد أن هدّدت أحزاب المعارضة ونشطاء يمينيون ونقابة المحامين بملاحقة قائد الشرطة قضائيًا.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع إن "حظر التجول لم يكن عائقًا، بل شجّع مزيدًا من الناس على النزول إلى الشارع في تحد للقرار".

أزمة اقتصادية غير مسبوقة

ومنذ أشهر، تعاني سريلانكا من أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ استقلال البلاد عام 1948، وتواجه نقصًا في المواد الغذائية والوقود، وانقطاع الكهرباء، وتضخم متسارع، بعد نفاد العملات الأجنبية الضرورية لاستيراد سلع حيوية.

وحرمت جائحة كوفيد-19 الجزيرة من عائدات قطاعها السياحي، وتفاقمت الأزمة جراء سلسلة من القرارات السياسية السيئة.

واستنفدت سريلانكا كامل إمدادات البنزين تقريبًا، لكن المتظاهرين المدعومين من الأحزاب استأجروا حافلات خاصة للتوجه إلى العاصمة.

ويعتصم المتظاهرون منذ أشهر أمام مكاتب الرئيس المطلة على البحر للمطالبة باستقالته احتجاجاً على سوء إدارة الحكومة للأزمة.

وتخلّفت سريلانكا عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن صفقة إنقاذ.

وقُتل تسعة أشخاص وجرح المئات في اشتباكات اندلعت في أنحاء البلاد، بعد أن هاجم أنصار الرئيس متظاهرين سلميين أمام المكاتب الرئاسية في مايو/ أيار الماضي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close