الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

بعد الارتفاع التاريخي للدولار.. محتجون يحطمون واجهات مصارف لبنانية

بعد الارتفاع التاريخي للدولار.. محتجون يحطمون واجهات مصارف لبنانية

Changed

تقرير لـ"العربي" عن الانهيار الاقتصادي وأزمة المودعين في لبنان (الصورة: غيتي)
أحرق محتجون لبنانيون مداخل عدد من المصارف في بيروت وطرابلس اعتراضًا على سياسة السحوبات وانهيار العملة المحلية.

في ظل التراجع الحاد لأسعار الليرة في لبنان، حطم العشرات من المحتجين اليوم الخميس فروعًا لبنوك تجارية في حي بالعاصمة بيروت وأضرموا النيران فيها، كما قطعوا بعض الطرقات.

وجاءت هذه التحركات عقب تراجع تاريخي للعملة المحلية أمام الدولار الأميركي، واعتراضًا على القيود غير الرسمية المفروضة على عمليات السحب والقائمة منذ سنوات، إضافة إلى الأوضاع المعيشية الآخذة في التدهور بسرعة.

وقال متحدث باسم جمعية "صرخة المودعين"، إن ستة أفرع لبنوك على الأقل استهدفت مع وصول الليرة اللبنانية لانخفاض قياسي جديد اليوم الخميس. والجمعية تمثل المودعين الذين لا يمكنهم الوصول لأموالهم في القطاع المصرفي في البلاد.

واحترق بنك في حي بدارو الراقي، وكان رجال إطفاء يرشونه بالمياه، بينما وقف أفراد من شرطة مكافحة الشغب على مقربة منه وهم يحملون الدروع.

كذلك تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعملية مشابهة، تعرض لها أحد المصارف في طرابلس شمالي البلاد. 

وكانت مراسلة "العربي" قد أفادت من بيروت، بأن مجموعات من حراك "17 أكتوبر" الشبابية، دعت إلى تحركات في المناطق اللبنانية كافة احتجاجًا على تفاقم الأوضاع المعيشية.

وقالت إن محتجين حاصروا منزل رئيس جمعية المصارف اللبنانية، سليم صفير، مطالبين باستعادة أموالهم وأضرموا النار أمام بيته.

نذر فوضى

وتخوف ناشطون على مواقع التواصل من أن تكون تلك الأحداث، مقدمة لفوضى شاملة في البلاد جراء الانهيار المالي، والأفق السياسي المسدود.

ومنذ 2019، فرضت مصارف لبنانية قيودًا على السحب بالدولار والليرة اللبنانية، وهي قيود لم تتحول إلى إجراء رسمي أو قانون في أي وقت من الأوقات، مما دفع المودعين لمحاولة الوصول لحساباتهم وودائعهم عبر دعاوى قانونية أو بالقوة.

وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98% من قيمتها منذ انهيار القطاع المالي في البلاد في 2019. وجرى تداولها عند نحو 80 ألفًا للدولار اليوم الخميس انخفاضًا من 70 ألفًا قبل يومين فحسب.

وانعكس ذلك ارتفاعًا في أسعار المحروقات، وقد قارب سعر صفيحة البنزين (20 ليترًا) مليونًا وأربعمئة ألف ليرة، حوالي 19 دولارًا، أي ما يعادل قرابة ثلث راتب جندي، في بلد بات فيه 80% من السكان تحت خط الفقر.

ولم يعلق مصرف لبنان المركزي على سبب التراجع الجديد في الليرة، والإجراءات التي يتخذها لمعالجة المشكلة.

ويواجه مصرف لبنان صعوبات جمة في إدارة الأزمة. فيما قال مكتب رئيس الوزراء اللبناني لحكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، إن العمل جار لمعالجة الأوضاع المالية في البلاد.

وخطى لبنان أول خطوة في طريق الحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي في أبريل/ نيسان 2022، لكن وبعد ما يقرب من عام أخفق في تنفيذ إصلاحات مطلوبة لتحقيق هذا الهدف.

وتُعتبر الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان. وتترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان، وقد صنفها  البنك الدولي بين إحدى أشد ثلاث أزمات عرفها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close