اتخذ الفائز في الانتخابات الهولندية روب يتن الثلاثاء أول خطوة في العملية الطويلة لتشكيل حكومة، بتعيين مفاوض لتقريب وجهات النظر بين الأحزاب السياسية المتنافسة، في وقت أقرّ فيه زعيم اليمين غيرت فيلدرز للمرة الأولى بهزيمته.
حقق السياسي الوسطي البالغ 38 عامًا فوزًا مفاجئًا في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، متقدمًا بفارق ضئيل على فيلدرز الذي حلّ ثانيًا.
ووضع هذا الفارق الذي لم يتجاوز 30 ألف صوت، يتن على مسار يجعله أصغر رئيس وزراء سنًا في تاريخ هولندا، وأول رئيس وزراء يعلن مثليته لخامس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.
روب يتن يتقدم نحو تشكيل الحكومة الهولندية
ويواجه يتن الآن مهمة تشكيل ائتلاف حكومي، وهي عادة مهمة معقدة في هولندا، حيث لا يمكن في ظل النظام السياسي المجزأ فوز أي حزب بالغالبية الكافية للحكم بمفرده.
وبحسب النظام الهولندي، يعيّن زعيم الحزب الفائز ما يُعرف بـ"المستطلع" لتقصّي مواقف الأحزاب الأخرى ومعرفة من هو المستعد للتفاوض مع من.
وعيّن يتن رئيس شركة السكك الحديد الوطنية ووتر كولميس الذي سبق أن تولى هذه المهمة عن حزب "الديمقراطيون 66".
وقال يتن للصحافيين: إن كولميس "صاحب خبرة واسعة في لاهاي كعضو سابق في البرلمان ووزير، وشارك في مفاوضات تشكيل حكومات سابقة، وهو قادر على الجمع بين اليمين واليسار".
وتبدأ المفاوضات الفعلية لتشكيل الحكومة فقط بعد أن يقدّم "المستطلع" تقريره حول الاحتمالات الائتلافية الممكنة. ومن المتوقع أن يسلّم كولميس تقريره في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وإلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، يتولى رئيس الوزراء المكلّف ديك سخوف تصريف الأعمال، وقد صرّح بأنه يتوقع البقاء في منصبه حتى عيد الميلاد.
في الأثناء، أقرّ فيلدرز بهزيمته للمرة الأولى الثلاثاء، بعدما كان قد نشر في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي اتهامات بعملية "تزوير انتخابي"، ما أثار مخاوف من رفضه نتائج التصويت.
وقال زعيم اليمين المتطرف: إنه أقرّ بتقدّم خصمه في فرز الأصوات، مضيفًا أن "احتمال تغيّر النتيجة ضئيل جداً. لذلك هنّأت السيد يتن على فوزه".
وأضاف "لكنني قلت له إن انتصاره سيكون قصير الأمد".
