الأربعاء 9 أكتوبر / October 2024

بعد التسريبات والمواقف "الإيجابية".. هل اقترب وقف الحرب على غزة؟

بعد التسريبات والمواقف "الإيجابية".. هل اقترب وقف الحرب على غزة؟

شارك القصة

غضب متصاعد داخل إسرائيل بسبب التأخير في عقد صفقة تبادل للأسرى - رويترز
غضب متصاعد داخل إسرائيل بسبب التأخير في عقد صفقة تبادل للأسرى - رويترز
قالت هيئة البث الإسرائيلية إنّ إسرائيل قبلت إنهاء الحرب بعد المرحلة الثانية من الصفقة، والإفراج عن 33 أسيرًا أحياء أو أمواتًا في المرحلة الأولى.

قدّم الرئيس الأميركي جو بايدن مقترحًا وصفته مصادر في واشنطن بأنه "استنفذ هامش مرونة إسرائيل" تجاه وقف الحرب على غزة.

وطرح البيت الأبيض خطة تتضمن ثلاث مراحل أساسية تنتهي بوقف مستدام لإطلاق النار مع ضمان تحقيق الانسحاب من قطاع غزة. وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّها تتعامل بجدية وإيجابية مع المقترح الذي قدمه بايدن.

إسرائيل تقبل بإنهاء الحرب بعد المرحلة الثانية

وتوالت ردود الفعل حيال المقترح، من تل أبيب كما من الخارج، حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إنّ إسرائيل قبلت إنهاء الحرب بعد المرحلة الثانية من الصفقة، والإفراج عن 33 أسيرًا أحياء أو أموات في المرحلة الأولى.

وتأتي الانفراجة في الموقف على وقع شارع إسرائيلي غاضب يدعو إلى إبرام صفقة تبادل الأسرى. وتؤيد هذا الشارع، المعارضة التي تلوّح بإمكانية الحفاظ على حكومة نتنياهو إذا خذله الشركاء من اليمين.

وقد بدأت تحركات الوسطاء بمباحثات بين رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري ووزير الخارجية الأميركي مع تأكيد الدوحة على أمل الوسطاء في تعامل جميع الأطراف بإيجابية مع مقترح بايدن. 

ولا تخفي آمال الوسطاء تباين التفسيرات والرؤى الأميركية الإسرائيلية. فقد صرّح نتنياهو سابقًا بأنه يخوض الحرب في غزة لمنع تكرار السابع من أكتوبر مرة أخرى، فيما ردّ عليه بادين بشكل مباشر "أنّ حركة حماس في الوقت الحالي غير قادرة على تكرار ذلك السيناريو، لذا يجب إنهاء الحرب". 

تحوّل في الموقف الإسرائيلي

ويعتبر الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى أن هذه ليست المرة الأولى التي نرى أفقًا للانفراج ومن ثم يتم إفشال الصفقة من قبل نتنياهو. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من أم الفحم: "إذا صحّت المعلومات بشأن موافقة إسرائيل على المقترح نكون أمام ثلاثة أمور تراجعت عنهم إسرائيل أولها تبادل الأسرى الإسرائيليين في المرحلة الأولى، والنقطة الثانية هي انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من قطاع غزة في المرحلة الثانية"، ويلفت إلى أن الأمر الثالث و"الأهم هو وقف الحرب". 

ويذكّر مصطفى أن نتنياهو قال إنه لن يتنازل عن الأهداف التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب وهي القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس ومنع غزة من أن تكون مكان تهديد لإسرائيل. 

كما يعتبر مصطفى أن السبب المركزي لهذا التحوّل الإسرائيلي هو استنفاذ الأدوات العسكرية، لافتًا إلى أن رفح أكّدت أن الأدوات العسكرية غير مجدية. 

أهمية موقف حماس

من جهته، يشير نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي سابقًا توماس وريك إلى أن العالم يحبس أنفاسه ليرى ما سيكون رد حماس بشأن المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي. 

وفي حديث إلى "العربي" من واشنطن يقول وريك: "أتوقع أن إدارة بايدن عملت على تفاهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذه المرحلة، وكلما قلّ كلامه (نتنياهو) كان ذلك أفضل حتى نرى رد حماس". 

ويعتبر أنه إذا ما قبلت حماس بالشروط التي وضعها بايدن في المقترح، فسوف يوافق نتنياهو ومجلس الحرب الإسرائيلي على المقترح، حسب اعتقاده. أمّا إذا حاولت حماس تغيير الشروط لصالحها، فيعتقد وريك "أن هذا الاتفاق لن ينجح" حيث لن يواقف مجلس الحرب الإسرائيلي عليه. 

كما يرى نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي سابقًا أنه من وجهة نظر إسرائيل، فإن الانسحاب الدائم من قطاع غزة سيترك حماس في موقعها رغم أن بايدن قال إن ذلك "لا يجب أن يحصل". 

معضلة المرحلة الثانية 

وإذ يؤكد على أهمية موقف حماس من المقترح الأخير، يرى أستاذ العلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات أن المشكلة الأكبر هي ما يتعلق بالمرحلة الثانية، حيث تأتي أهمية الموقف الإسرائيلي. 

ويعتبر فريحات في حديث إلى "العربي" من الدوحة أن موقف إسرائيل هو الأهم، حيث ليس لدى حماس مشكلة في وقف الحرب في المرحلة الثانية إذ قبلت بالمقترح الذي فشل قبل حوالي ثلاثة أسابيع والذي ينص على أن يكون وقف إطلاق النار في هذه المرحلة. 

ويوضح أن المعضلة تتمثل في أن الاتفاق لا يحدد ولا يلزم ولا يضع سقفًا زمنيًا للمرحلة الثانية، بل على العكس تمامًا فهو يبقي يد نتنياهو مطلقة حيث يعتمد وقف إطلاق النار على تفاهم الطرفين.  

كما يعبّر فريحات عن خشيته من أن نكون أمام أمر شبيه باتفاق أوسلو، أي "تأجيل القضايا المهمة إلى مرحلة لاحقة دون تحديدها والدخول بالاتفاق، ومن ثم لا يحدث شيئًا". 

ويلفت إلى نوعين من التحديات في اتفاقيات السلام، الأول هو تحدي التوصل إلى اتفاق سلام، والتحدي الثاني وهو الأكبر والأخطر ويتمثل بتنفيذ هذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن معظم الاتفاقيات تفشل في مرحلة التنفيذ. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close