أثار إعلان توقيف النجم الإنكليزي غاري لينكر، عن تقديم برنامجه الشهير "مباراة اليوم"، لأول مرة منذ 20 عامًا، في شبكة "بي بي سي"، غضبًا واسعًا في البلاد، وانتقادات عديدة طالت الشبكة نفسها.
ولينكر هو المهاجم الشهير، لمنتخب إنكلترا خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي، وهداف كأس العالم في المكسيك عام 1986، والذي لعب لصالح عدة فرق إنكليزية، إضافة إلى فريق برشلونة الإسباني من 1986 حتى 1989، وبعد اعتزاله كرة القدم عام 1994، انطلق في عالم الإعلام، معدًا ومقدمًا.
وجاء إيقاف لينكر، على خلفية تغريدة له على منصة "تويتر" شبه خلالها لغة وزيرة الداخلية سويلا برافرمان تجاه المهاجرين، بلغة "ألمانيا النازية" في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو ما اعتبرته الشبكة البريطانية الشهيرة، خرقًا لما تصفه بسياسة الحياد الإعلامي التي تنتهجها في القضايا الجدلية ذات الطابع السياسي.
"نازية" الحكومة
وكانت برافرمان قد استعرضت، يوم الثلاثاء الماضي، خطط الحكومة لمكافحة عمليات الدخول إلى البلاد بشكل غير قانوني، لا سيما من خلال البحر، وباستعمال القوارب الصغيرة، قبل أن يتقدموا بطلب اللجوء لاحقًا.
برافرمان قالت إنها تشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه التصريحات التي أطلقها لينكر، معتبرة أن المقارنة غير واردة بين إجراءات الحكومة الحالية لحماية الشعب البريطاني، وبين ما فلعته ألمانيا في الثلاثينيات، وقالت إن المجتمع البريطاني سئم من وضع الآف الأشخاص، الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
وتحولت قضية لينكر، إلى قضية رأي عام في البلاد، وباتت ككرة الثلج التي تكبر كل ساعة، إذ أعلن نجما كرة القدم الإنكليزية سابقًا، آلان شيرر وآيان رايت، مقاطعتهما برنامج "match of the day" تضامنًا مع قائدهم السابق, في حين أبدى الكثير من لاعبي الدوري الممتاز امتعاضهم من سلوك الشبكة الإعلامية الشهيرة، ولوحوا بمقاطعتها بسبب، ما يرونه "تكميمًا للأفواه".
الإعلامي الرياضي، ناصر دجودي، أكد في حديث إلى "العربي"، أن BBC أخطأت بشكل كبير، كما أن معظم الإعلام البريطاني يدعم لينكر الآن، ويرى أن ما طاله هو اعتداء على حرية التعبير، بحسب دجودي.
وبسبب أزمة لينكر، اضطرت الشبكة البريطانية العريقة، لإيقاف برنامج رياضي آخر، وهو "ذا فوكس" لأسباب لم تفصح عنها "بي بي سي"، لكن من المرجح أنها مرتبطة باعتذار الضيوف عن البرنامج، احتجاجًا على سلوكها الأخير، بحق النجم الإنكليزي.