الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بعد انتقال الصراع إلى الشارع.. هل سينهي الحوار أزمة العراق السياسية؟

بعد انتقال الصراع إلى الشارع.. هل سينهي الحوار أزمة العراق السياسية؟

Changed

يناقش "للخبر بقية" تطورات الأزمة السياسية في العراق بعد انتقال الصراع بين التيار الصدري والإطار التنسيقي إلى الشارع (الصورة: غيتي)
تبرز الدعوات للتهدئة والحوار في بغداد بعد أيام من اعتصام أنصار التيار الصدري في مقر البرلمان العراقي، وخروج أنصار الإطار التنسيقي في تحرك مضاد.

يتأزم الوضع في العراق حيث يحتشد أنصار الخصوم السياسيين في الشارع. فبعد أيام من اعتصام أنصار التيار الصدري في مقر البرلمان العراقي، دعا الإطار التنسيقي أنصاره للاعتصام في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد في انقسام حاد داخل البيت الشيعي.

واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه لتفريق أنصار الإطار التنسيقي ومنعهم من التقدم باتجاه المنطقة الخضراء، بينما دعا رئيس ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي متظاهري الإطار التنسيقي إلى عدم دخول المنطقة.

من جهته، دعا رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر مناصريه إلى توسيع الاعتصامات في مدن عراقية عدة، تزامنًا مع اعتصامهم داخل مقر البرلمان منذ ثلاثة أيام. 

ودعا التيار الصدري رئيس تحالف الفتح هادي العامري للانسحاب من الإطار التنسيقي لقبول مقترحه بالحوار.

ويرفض القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري تغيير الدستور إلّا بالرجوع إلى الأطر الدستورية، وجاء كلامه هذا ردًا على تصريحات الصدر. أمّا مقتدى الصدر نفسه فقد دعا إلى اغتنام الفرصة وإحداث تغيير جذري في النظام السياسي والدستور والانتخابات.

منافسة بين نهجين

في هذا السياق، لفت المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني كفاح شنكالي إلى أن القلق يسود أربيل مما يجري في بغداد، لأن ذلك يؤثر على إقليم كردستان.

وقال شنكالي في حديث إلى "العربي" من أربيل: "نتمنى أن تلبى دعوة الحوار التي قد أطلقها الإقليم، حالها حال الدعوات الأخرى التي أطلقت".

وقد اعتبر أن العراق "ينحدر إلى ما لا يحمد عقباه، لكن الحوار هو الحل الوحيد لأي مشكلة"، مشيرًا إلى أن "ما يحصل الآن هو منافسة بين فريقين حول نهجين متقاطعين في إدارة الحكم".

وقد لفت إلى أن نتائج الانتخابات التشريعية كانت سببًا في أن يأخذ الإطار التنسيقي موقفًا سلبيًا من التيار الصدري.

واعتبر أن "العقلاء في التيار الصدري والإطار التنسيقي هم كثر ولا تزال تأثيراتهم هي الأقوى، بدليل انسحاب تظاهرة الإطار التنسيقي اليوم".

ولفت شنكالي إلى أن العراق يحتاج لفترة انتقالية لدراسة الدستور "فهو ليس سيئًا"، لكن "هناك حاجة لوضع آلية لتعديل الخلل". وأضاف: "هذا يستدعي عقد مؤتمر وطني يضم كل القيادات العراقية لرسم خارطة طريق لإعادة النظر بالعملية السياسية برمتها".

الدعوة للحوار

من جهته، رأى أستاذ الإعلام في جامعة مزايا رياض الإسماعيلي أن المناخ السائد الآن هو الدعوة إلى التعقل والحوار ولتغليب لغة التفاهم بين الأطراف السياسية المتصارعة وسط دعوات للابتعاد عن المصالح الشخصية وعدم زج العراق في أتون حرب لا تحمد عقباها.

واعتبر الإسماعيلي، في حديثه إلى "العربي" من بغداد، أن "هذه الصراعات امتدت منذ عام 2005، والسبب الرئيسي هو عدم تفسير الدستور وعدم الالتزام به"، مشيرًا إلى أن "عملية تعديل الدستور فيها الكثير من المفخخات والشعب العراقي غير راض عنها".

وقد أكد الإسماعيلي أن "المواطنين العراقيين المستقلين يدعون إلى إعادة هيكلية الدستور وتفسير فقراته تجنبًا لأزمات جديدة. واعتبر أن الأداء السياسي من منظومة لا تقدم جديدًا تفرض صياغة المنظومة السياسية من جديد".

كما شدد على "ضرورة تغليب لغة الحوار للخروج من المنعطف الخطير الذي يمر به العراق".

الإطار التنسيقي يدعو للحوار

وأوضح النائب في البرلمان العراقي والمتحدث باسم "دولة القانون" بهاء نوري أن "المظاهرات التي خرجت اليوم بدعوة من الإطار التنسيقي كانت للدفاع عن الدولة ومكوناتها".

ولفت، في حديثه إلى "العربي" من بغداد، إلى أن "قادة الإطار أصدروا بيانات دعوا خلالها للحوار"، معتبرًا أنه الطريق الوحيد للحل.

وقد أشار نوري إلى أن الإطار التنسيقي سحب المتظاهرين من الشارع لهذه الغاية.

وحول احتمال سحب ترشيح محمد شياع السوداني، قال نوري: "إن السوداني هو مرشح الإطار التنسيقي وليس مرشح دولة القانون".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close