الإثنين 20 كانون الثاني / يناير 2025
Close

بعد انقلاب النيجر.. أي دور يلعبه الاستعمار في منطقة الساحل الإفريقي؟

بعد انقلاب النيجر.. أي دور يلعبه الاستعمار في منطقة الساحل الإفريقي؟

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على الاستعمار الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي (الصورة: غيتي)
الخط
جاء الانقلاب العسكري في النيجر، بعد بوركينا فاسو وغينيا ومالي وتشاد، وهي دول تدخلت فيها فرنسا عسكريًا تحت ذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية.

بدأت في العاصمة النيجيرية نيامي اليوم الأحد، الاجتماعات التأسيسية للمبادئ التي تحكم الفترة الانتقالية.

وترأس الاجتماعات رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري الانقلابي علي محمد الأمين الزين الذي تعهد بالاستمرار في الصمود في وجه الضغوط التي تواجهها بلاده، وفق تعبيره.

في غضون ذلك، احتشد عشرات الآلاف من أنصار المجلس العسكري الحاكم في النيجر في الملعب الوطني بالعاصمة نيامي، بمناسبة شهر على عزل الرئيس محمد بازوم.

ودعا المتظاهرون إلى تسريع طرد السفير الفرنسي من النيجر، كما عبروا عن دعمهم لقادة المجلس العسكري، مؤكدين أنهم راضون عن أداء المجلس.

الانقلاب العسكري في النيجر

وأثار الانقلاب العسكري في النيجر وتلويح الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى السلطة؛ هواجس من أن تستغل الجماعات المسلحة الوضع لزيادة نشاطاتها في دول الساحل الإفريقي، التي شهدت سلسلة من الانقلابات العسكرية منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

وجاء الانقلاب العسكري في النيجر ليضاف إلى سلسلة الانقلابات التي يستولي بها الجيش على السلطة في غرب إفريقيا، بعد بوركينا فاسو وغينيا ومالي وتشاد، وهي دول تدخلت فيها فرنسا عسكريًا تحت ذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية.

واللافت أن معظم الانقلابات العسكرية التي حصلت منذ التسعينيات في إفريقيا جنوب الصحراء وقعت في دول فرنكوفونية، إذ تشير تقارير إلى أن نسبة 78% منها وعددها 27 انقلابًا حصلت في دول فرنكوفونية، وهو ما يثير تساؤلات عن الدور الاستعماري في ما وصلت إليه الأوضاع في تلك المنطقة، وخصوصًا تمدد الجماعات المسلحة.

الاستعمار في منطقة الساحل الإفريقي

وبشأن الدور الذي يلعبه الاستعمار في منطقة الساحل الإفريقي والذي أوصل المنطقة إلى ما هي عليه الآن، يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر إدريس عطية أن الاستعمار الفرنسي في إطار النظرية الديغولية، لم يخرج من المستعمرات في إفريقيا، مشيرًا إلى أنه خرج ظاهريًا عن طريق منح الاستقلال لأغلب لدول عام 1960.

وفي حديث لـ"العربي" من الجزائر، يضيف عطية أن الاستعمار الفرنسي ظل موجودًا عن طريق ارتباط نخب سياسية في هذه الدول الإفريقية بباريس، وهو ارتباط عضوي كبير جدًا، وبالتالي فإن أغلب النخب السياسية كانت مرتبطة بباريس وظلت منخرطة في الإستراتيجية الفرنسية.

ويشير إلى أن فرنسا عملت أيضًا في السنوات الأخيرة على إعادة إحياء المنطق الأبوي "الكولونيالي"، مشيرًا إلى أن وجود لوبي كبير جدًا في قصر الإليزيه يؤيد هذه النظرة الكولونيالية.

ويلفت عطية إلى أن الرابطة الفرانكو - إفريقية ظلت تاريخيًا من أحد مقومات القوة الفرنسية في العلاقات الدولية، إلى جانب قوتها النووية وإلى جانب عضويتها الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ويتابع أن علاقة باريس بإفريقيا هي أحد مصادر قوتها على أساس أن التبعية المطلقة لهذه الدول التي كانت مستعمرة من إفريقيا لا تزال محل استغلال، مشيرًا إلى أن فرنسا تقوم بنهب ثروات هذه الدول، وبالخصوص دول الساحل ودول غرب إفريقيا، فهي تستفيد من فوسفات موريتانيا ومن يورانيوم النيجر ومن ذهب مالي ومن بترول تشاد.

ويخلص إلى أن إفريقيا ظلت بمثابة الكعكة التي تستفيد منها فرنسا لوحدها، والديك الفرنسي ينقر في أي مكان يشاء، وما تشهده المنطقة اليوم هي تحركات مناقضة لهذا التصور، لافتًا إلى أن هناك يقظة عامة لدى شباب الساحل الإفريقي نحو ضرورة فك الرابطة مع المستعمر السابق ألا وهو فرنسا.

تابع القراءة

المصادر

العربي
تغطية خاصة