استعادت حركة المرور في المعبرين الحدوديين البريين بين المغرب وإسبانيا وتيرتها الثلاثاء، على مستوى منطقتي سبتة ومليلة التابعتين للإدارة الإسبانية شمالي المملكة بعد إغلاق استمر عامين بسبب جائحة كوفيد-19 والأزمة الدبلوماسية التي مرّ بها البلدان.
وقد شملت هذه المرحلة الأولى من إعادة فتح الحدود البرية "تنقل المواطنين والمقيمين في الاتحاد الأوروبي والأشخاص المصرح لهم بالتجول في منطقة شنغن، "بحسب تصريح لوزير الداخلية الإسباني غراندي مارلاسك.
وكشف الوزير أنه في المرحلة الثانية سيتمكن العمال المعترف بهم قانونيًا من دخول الأراضي الإسبانية، وذلك ابتداء من 31 مايو الجاري.
ومدينتا سبتة ومليلية الواقعتان شمالي المغرب، تخضعان لإدارة إسبانيا، فيما تعتبرهما الرباط "ثغرين محتلين".
تحسن العلاقات بعد أزمة دبلوماسية
وأغلقت إسبانيا حدود المدينتين مع المغرب ربيع عام 2020 إثر تفشي فيروس كورونا، واستمر الإغلاق بفعل أزمة دبلوماسية اندلعت بين البلدين حين استقبلت مدريد في أبريل/ نيسان 2021 زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة" ومن دون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر".
وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء إلى العلاقات بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.
وقد توصل البلدان إلى اتفاق مصالحة بفضل تغيير مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء الغربية لصالح الرباط منتصف بتأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحلّ هذا النزاع.
خارطة طريق مشتركة
وفي 7 أبريل/ نيسان، أعلن المغرب وإسبانيا في بيان مشترك الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما اتفقا على إطلاق الاستعدادات لعملية "مرحبا" الخاصة بعودة المغاربة المقيمين بالخارج.
وقال مراسل "العربي" في سبتة إن افتتاح المعبر قد تم فعلًا وبدأت الحركة تعود بشكل تدريجي إلى المكان لكن الحركة إلى الآن تبقى مقتصرة فقط على العربات الخاصة والأفراد الذين يأتون عبر البواخر والسفن.
ويضيف أن هذا المعبر شريان رئيس مهم وكان قبل الأزمة يشكل مساحة عبور رئيسة.