الخميس 28 مارس / مارس 2024

بعد تحقيق إعلامي جديد.. مصرف "كريدي سويس" متهم بقضايا فساد وغسل أموال

بعد تحقيق إعلامي جديد.. مصرف "كريدي سويس" متهم بقضايا فساد وغسل أموال

Changed

برنامج "صباح النور" يتطرق إلى السرية المصرفية وتعريفها وأبرز الدول التي تعتمدها (الصورة: غيتي)
رفض مصرف "كريدي سويس" في بيان الاتهامات، مشددًا على أن البيانات التي درست "جزئية وغير صحيحة، وأخرجت من إطارها ما يقدم صورة منحازة عن إدارة الشؤون".

بعد سنة صعبة يواجه مصرف "كريدي سويس" منذ مساء الأحد أزمة جديدة، بعدما اتهمه تحقيق دولي تجريه وسائل إعلام عدة، باستقبال أموال مصدرها الفساد أو أوساط الجريمة، إلا أن البنك السويسري "رفض تمامًا" هذه الاتهامات.

وبالاستناد إلى بيانات أكثر من 18 ألف حساب في هذا المصرف منذ مطلع أربعينيات القرن الماضي وحتى نهاية 2010 تفيد مجموعة Organized Crime and Corruption Reporting Project (OCCRP) التي تضم 47 وسيلة إعلامية من بينها صحف "لوموند" و"الغارديان" و"ميامي هيرالد" و"لا ناسيون"، بأن المصرف السويسري "استقبل أموالًا مرتبطة بالجريمة والفساد على مدى عقود" على ما ذكرت "لوموند".

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن ذلك أتى "على حساب الضوابط المعتمدة في المصارف الدولية".

واستندت "OCCRP" إلى بيانات سلمتها مصادر لم يكشف عن هويتها قبل أكثر من سنة بقليل إلى صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" بشأن حسابات تعود إلى 37 ألف شخص، بقيمة إجمالية تزيد عن مئة مليار دولار "من بينها ثمانية مليارات مرتبطة بزبائن حددوا على أنهم يطرحون مشكلة" على ما ذكرت "لوموند.

"جزئية وغير صحيحة"

ومساء الأحد رفض مصرف "كريدي سويس" في بيان هذه الاتهامات، مشددًا على أن البيانات التي درست "جزئية وغير صحيحة، وأخرجت من إطارها ما يقدم صورة منحازة عن إدارة الشؤون".

وأضاف المصرف: "90% من الحسابات المعنية أقفلت الآن، وأكثر من 60% منها قبل عام 2015"، مشيرًا إلى أنه "يجري تحقيقًا" بشأن تسريب البيانات هذه.

لكن وسائل الإعلام المشاركة في المجموعة أكدت أن الممارسات التي كشفها التحقيق لا تزال سارية في داخل المصرف وتشارك فيها مباشرة الإدارة العليا للمصرف.

وأضافت لوموند أن عدة مؤسسات إعلامية ضمن OCCRP قدمت نفسها على أنها "زبائن أثرياء يسعون إلى معاملة متكتمة" تلقت عرضًا يسمح بفتح حساب مجهول الهوية وإنشاء شركات قابضة مع أسماء مستعارة وهي وسيلة للحلول مكان الحسابات المشفرة التي لا تحمل أسماء وهي ممارسة في طريقها إلى الزوال في سويسرا.

فضائح متتالية

وغالبية الأشخاص الذين تولت OCCRP بياناتهم يأتون من دول نامية لا سيما إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأميركا الجنوبية، فيما لا يشكل المودعون الذين يقيمون في أوروبا سوى 1% من المجموع وفق "لوموند".

وتهز سلسلة من الفضائح "كريدي سويس" ثاني أكبر المصارف السويسرية منذ سنة. ففي مارس/ آذار اهتز المصرف بإفلاس شركة "غرينسيل" المالية التي استثمرت فيها حوالي عشرة مليارات دولار من خلال أربعة صناديق ومن ثم من انهيار صندوق "أرتشيغوس" الأميركي الذي كلف المصرف خمسة مليارات دولار.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول فرضت عليه السلطات الأميركية والبريطانية غرامات بقيمة 475 مليون دولار بسبب منحه قروضًا إلى مؤسسات عامة في موزمبيق كانت في صلب فضيحة فساد.

وباشر رئيس المصرف الجديد أنتونيو هورتا-أوسوروي الذي تولى مهامه في أبريل/ نيسان في خضم العاصفة، إعادة تنظيم لنشاطات المصرف بهدف وضع إدارة المخاطر مجددًا في صلب نهجه.

إلا أنّ المصرفي البرتغالي الذي حقق سمعة جيدة بتصحيحه مسار مصرف "لويدز "البريطاني، تعرض أيضًا لانتقادات كبيرة بعدما انتهك قواعد الحجر الصحي. وقد استقال في منتصف يناير/ كانون الثاني، ليحل مكانه أكسيل ليمان وهو مصرفي سويسري معروف بخبرته في إدارة المخاطر والذي انضم إلى مجلس الإدارة في أكتوبر/ تشرين الأول.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close