الأربعاء 4 ديسمبر / December 2024
Close

بعد تراجع إمدادات الغاز الروسية.. ألمانيا تتجه إلى الفحم لتوليد الكهرباء

بعد تراجع إمدادات الغاز الروسية.. ألمانيا تتجه إلى الفحم لتوليد الكهرباء

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" تناقش مدى قدرة أوروبا على إيجاد بديل عن الغاز الروسي (الصورة: وسائل التواصل)
الخط
أوضحت وزارة الاقتصاد أنه بهدف تقليل استهلاك الغاز، يجب استخدام كميات أقل من الغاز لتوليد الكهرباء وبالتالي سيتعين استخدام محطات الطاقة العاملة بالفحم بشكل أكبر.

في مواجهة انخفاض الكميات الروسية المسلّمة، ستتخذ ألمانيا إجراءات طارئة لتأمين إمداداتها من الغاز، بما في ذلك زيادة استخدام الفحم، كما أعلنت الحكومة الأحد.

وقالت وزارة الاقتصاد في بيان: "بهدف تقليل استهلاك الغاز، يجب استخدام كميات أقل من الغاز لتوليد الكهرباء. وبالتالي سيتعين استخدام محطات الطاقة العاملة بالفحم بشكل أكبر".

وتأتي هذه الخطوة ردًا من الحكومة الألمانية على إعلانات شركة "غازبروم" الروسية خفضًا في شحنات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم، على خلفية المواجهة بين الدول الغربية وروسيا في سياق الحرب في أوكرانيا.

ويعد هذا القرار بمثابة تحول في مسار هذه الحكومة الائتلافية التي تضم عددًا كبيرًا من المدافعين عن البيئة، والتي تعهدت التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030.

"الوضع حساس"

بدوره، اعتبر وزير الاقتصاد روبرت هابيك في بيان، أنه "أمر مرير لكن من الضروري تقليل استهلاك الغاز".

وتشمل حزمة الإجراءات التي أعلنت الأحد، نظام "مزاد" لبيع الغاز للصناعيين، ما سيسمح، وفقًا لبرلين، بخفض الاستهلاك في قطاع التصنيع الألماني.

كذلك، يفترض تخصيص اعتمادات جديدة من المصرف العام "ك.ف.دبليو" لضمان ملء خزانات الغاز في البلاد التي فيها حاليا 56% من سعتها القصوى.

ولخص هابيك الوضع قائلًا: "أمن الإمدادات مضمون"، لكن "الوضع حساس".

والأربعاء الماضي، ندّدت الحكومة الألمانية، بإعلان شركة الطاقة الروسية "غازبروم" خفض شحنات الغاز بنسبة 40% لأسباب تقنية، معتبرة أنه "قرار سياسي".

وتعتمد ألمانيا بنسبة 70% على الغاز الروسي، وبالتالي لا يمكنها التخلي عنه قبل 3 سنوات، وفق الرئيس التنفيذي لأكبر شركة ألمانية للطاقة "أي أون".

ويزوّد خط الأنابيب "نورد ستريم 1" ألمانيا بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق، من خلال قسمين يبلغ طول كلّ منهما 1224 كلم، وهو قيد الخدمة منذ عام 2012 بعدما كلّف استثمارات بحوالى 7,4 مليار يورو.

روسيا تقطع الغاز عن أوروبا

وخلال هذا الأسبوع الحاسم في مكافحتها النفوذ الغربي، أرفقت موسكو أقوالها بأفعال وقطعت تدريجيًا لكن بشكل كبير الغاز عن أوروبا الغربية التي تعتمد عليه كثيرًا، بدافع مشاكل تقنية لم تقنع المسؤولين الأوروبيين.

وأعلنت الشركة المشرفة على شبكة نقل الغاز الفرنسية "جي أر تي غاز" (GRTgaz) الجمعة، عدم تلقي الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب منذ 15 يونيو/ حزيران، مع "انقطاع التدفق المادي بين فرنسا وألمانيا".

وفي إيطاليا، ستسلم غازبروم فقط 50% من الغاز الذي طلبته شركة ايني الجمعة، كما أعلنت المجموعة الإيطالية غداة اتهامات بـ"الكذب" أطلقها رئيس الوزراء ماريو دراغي ضد المجموعة الروسية.

"أزمة طاقة عالمية"

من جانبه، اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تعد بلاده مزودًا محتملًا للغاز المسال، روسيا الجمعة بأنها تؤجج عبر حربها ضد أوكرانيا "أزمة طاقة عالمية".

وقال خلال مؤتمر حول المناخ: "غذّى الهجوم الوحشي وغير المبرر لروسيا على جارتها أوكرانيا أزمة طاقة عالمية وأوضح الحاجة إلى تحقيق أمن طاقة موثوق وطويل الأمد".

ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مؤكدًا أن الهجوم الذي تشنه بلاده في أوكرانيا ليس له أي علاقة بالصعوبات الاقتصادية العالمية، ولا سيما تضخم أسعار الطاقة، محملًا مسؤوليتها للغرب و"سياسته الاقتصادية الخاطئة".

وتضغط موسكو التي دخلت حربها في أوكرانيا شهرها الرابع في المكان الأكثر إيلامًا بالنسبة إلى أوروبا التي تحصل على نحو 40% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وذلك بهدف زعزعة اقتصادات دولها.

وتعتمد دول أوروبية عدة بما فيها إيطاليا وألمانيا بشكل كبير على الغاز الروسي، وتستخدم أوروبا كميات أقل من الغاز صيفًا لانتفاء الحاجة للتدفئة، لكن دولها تتسابق لتجديد احتياطاتها من أجل الشتاء المقبل.

وتريد دول الاتحاد الأوروبي تعبئة خزاناتها بما لا يقل عن 80% من طاقتها بحلول نوفمبر/ تشرين الأول.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب