دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى اليوم الأربعاء إلى إعادة إعمار غزة "بدون خروج" أهلها منها، عبر المضي قدمًا في مشاريع إزالة الركام وإدخال المساعدات "بوتيرة متسارعة".
وجاء اللقاء بين عبد العاطي ومصطفى بعد بضع ساعات من إدلاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتصريحات حول سيطرة الولايات المتحدة على غزة، ونقل سكانها إلى بلدان أخرى.
وسبق لترمب أن تطرّق إلى فكرة نقل فلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، في مقترح رفضه البلدان المجاوران بشدّة.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان بأن عبد العاطي ومصطفى أكّدا خلال لقائهما "أهمية المضي قدمًا في مشروعات وبرامج التعافي المبكر، وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، بدون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها".
وكان ترمب قد قال خلال مؤتمره الصحافي مع نتنياهو إنه يحظى بدعم "كبار قادة" الشرق الأوسط.
وسبق أن أعربت مصر والأردن الأسبوع الماضي عن رفضهما الشديد لمقترح ترمب "تنظيف" القطاع، مع التشديد على تمسّكهما بحلّ الدولتين.
وأكّد عبد العاطي الأربعاء على "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية"، مشددًا على "أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
الملك عبد الله يجدد رفض تهجير الفلسطينيين
من جهته، جدد الملك عبدالله الثاني لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمَّان رفض بلاده "أية محاولات" لضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير سكانها.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن العاهل الأردني أكد خلال اللقاء "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشددا على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".
وأكد الملك عبدالله "ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
كما جدد الملك التأكيد على "ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتكثيف الجهود الدولية لمضاعفة المساعدات الإنسانية وضمان وصولها لجميع مناطق القطاع"، مشيرًا إلى "تنسيق الأردن الوثيق مع الأشقاء والأصدقاء في التعامل مع قضايا المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة في الإقليم".
وحث الملك المجتمع الدولي على "ممارسة دور أكثر فعالية بهدف وقف التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".
من جانبه، ثمن الرئيس عباس "موقف الأردن الراسخ بقيادة الملك في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه ونيل حقوقه المشروعة".
وأكد "أهمية المساهمة الفاعلة للأردن في دعم وقف إطلاق نار مستدام"، مشيدا "بجهود المملكة المستمرة في تأمين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما يسهم بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة".
سموتريتش: دفن الدولة الفلسطينية
في هذه الأثناء زعم وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أن الوقت حان لـ"دفن" فكرة الدولة الفلسطينية التي وصفها بـ"الخطيرة" بشكل نهائي، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأميركي بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
وأضاف سموتريتش، في مقطع فيديو نشرته هيئة البث الإسرائيلية، في تعقيبه على تصريحات ترمب الأخيرة: "الآن سنعمل على دفن فكرة الدولة الفلسطينية الخطيرة بشكل نهائي"، وادّعى أن خطة ترمب للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها "تعد ردًا حقيقيًا على السابع من أكتوبر"، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل فلسطينية بشن هجوم مباغت على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة، ردًا على حصار خانق على القطاع وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها.

ودعا سموتريتش بقية أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل إلى معارضة صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" أو اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وطالب الوزير الإسرائيلي باستكمال "تدمير حماس" وتحقيق ما أطلق عليه "النصر الكامل" في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي جمع ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، كشف الرئيس الأميركي عن عزمه تهجير الفلسطينيين من غزة والاستيلاء على القطاع.
ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعًا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
وقال ترامب: "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضًا".
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.