أفادت وسائل إعلام كويتية، أمس السبت، بصدور مرسوم يقضي بسحب الجنسية من مئات الأشخاص بمن فيهم شخصيات فنية بارزة، هم المطربة "نوال الكويتية"، والفنان داوود حسين، والرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني سالم الهندي.
يأتي المرسوم على خلفية قانون تعديل منح الجنسية، الذي وافق عليه مجلس الوزراء الكويتي في سبتمبر/ أيلول الفائت، في إطار حملة صارمة "لتنقية السجلات ممن اكتسبوا الجنسية بطرق غير مشروعة"، بهدف "الحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق الاستقرار وحماية النسيج الوطني"، وفق نصّه.
وكانت المطربة نوال وكنيتها نوال ظاهر حبيب الزيد (58 عامًا)، قد حصلت على الجنسية الكويتية عام 2001، وهي من البدون، واشتهرت بلقبها "نوال الكويتية" وقدمت عشرات الأعمال الغنائية التي ذاع صيتها في البلاد والعالم العربي.
ونشرت الجريدة الرسمية في الكويت، أمس السبت، 4 مراسيم و3 قرارات لمجلس الوزراء بسحب الجنسية الكويتية وشهادتها من 1158 شخصًا، وتضمنت الأسماء 1145 امرأة و13 رجلًا ومن اكتسبها معهم بالتبعية.
"البدون"
وكان ملف "البدون" من أكثر الملفات الشائكة في الكويت. ففي وقت يؤكدون أنّهم مواطنون كويتيون، تعدّهم السلطات مقيمين بشكل غير قانوني.
وتسمّي هؤلاء اتفاقية الأمم المتحدة بعديمي الجنسية، وتقدّرهم جهات غير رسمية بنحو 200 ألف شخص، وتحصيهم البيانات الحكومية بنحو 85 ألفًا فقط.
وسحبت الحكومة الكويتية جنسية آلاف الأشخاص في الأشهر الثلاثة الأخيرة، في إطار الحملة الجديدة.
والخميس الماضي، أعلنت الحكومة الكويتية عن دفعة قياسية بسحب الجنسية من 1647 شخصًا، وتجاوز العدد الإجمالي 6 آلاف شخص منذ أغسطس/ أب الماضي.
وطال المرسوم الأخير، الفنان والممثل داوود حسين (66 عامًا)، وهو أحد أبرز وجوه الحركة المسرحية والتلفزيونية في البلاد، وقدم عشرات المسرحيات والأعمال التلفزيونية الناجحة.
وقد تخطت شهرة حسين بلاده إلى العالم العربي، لا سيما في مسرحيته الشهيرة "باي باي لندن" بالمشاركة مع الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا.
سالم الهندي
وطال المرسوم كذلك، سالم الهندي، أحد أبرز وجوه الساحة الفنية العربية، في مجال الإنتاج، حيث يعتبر رجل الأعمال واحدًا من أشهر المنتجين الذين قدموا العديد من الحفلات لكبار المطربين.
كما أنه يترأس شركة "روتانا" الشهيرة منذ سنوات طويلة، ويشغل كذلك منصب نائب اللجنة الفنية في هيئة الثقافة، التابعة للهيئة العامة للترفيه في السعودية.
وشكّل القرار صدمة كبيرة للناشطين في الكويت، الذين تضامنوا مع الفنانَين نوال وحسين، معتبرين أنهم شكلا وجهًا من وجوه الفن الكويتي لعقود.
في المقابل، دافع آخرون عن المرسوم لا سيما بعد أن شكلت الحكومة الكويتية، "اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية"، برئاسة وزير الدفاع والداخلية الشيخ فهد اليوسف، لفحص وتدقيق ملفات الجنسية، واتخاذ القرارات بشأن "مزدوجي الجنسية".
