قام رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الأحد، بجولة ميدانية داخل الأراضي السورية المحتلة، في أحدث انتهاك لسيادة البلد العربي.
وأفاد الجيش الإسرائيلي، في بيان، بأن "رئيس الأركان إيال زامير، قام اليوم (الأحد) بجولة ميدانية وتقييم للوضع في سوريا"، مضيفًا أنه كان "برفقة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، وقائد الفرقة 210 يائير بالاي، وقادة آخرين".
"سوريا تفككت"
وتابع أن "رئيس الأركان تحدث مع القادة والمقاتلين العاملين في الميدان، وصادق على الخطط لمواصلة الدفاع والهجوم"، وفق البيان.
وقال زامير، متحدثًا عن المنطقة السورية العازلة المحتلة، إن "هذه المنطقة حيوية"، زاعمًا أنه تم احتلالها "لأن سوريا تفككت"، حسب تعبيره.
وأردف "ولذلك نسيطر على نقاط مفتاحية، ونتواجد على الجبهة للدفاع عن أنفسنا بأفضل طريقة"، على حد زعمه.
واستطرد زامير: "من هذا المكان (لم يحدده) يمكن رؤية كل من يتواجد على هذه السلسلة الجبلية.. إنها نقطة استراتيجية. لا نعرف كيف ستتطور الأمور هنا، لكن وجودنا هنا له أهمية أمنية بالغة للغاية".
وأفاد مراسل التلفزيون العربي من القدس، أحمد دراوشة، بأن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية زار المناطق التي احتلت مؤخرًا في الجنوب السوري، حيث التقى قائد الجبهة الشمالية وقائد السرية الإسرائيلية التي تحتل المنطقة.
وأوضح المراسل أن قائد الجيش الإسرائيلي ادعى أن إسرائيل احتلت هذه المناطق المحورية لأن "سوريا تفككت". وأشار إلى أنه طلب من جنوده أن يبقوا على أهبة الاستعداد، لأنهم "لا يعرفون ماذا يمكن أن يحدث مستقبلًا".
نتنياهو: "سيطرة لأجل غير مسمى"
ويقول مسؤولون إسرائيليون، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب ستسيطر إلى أجل غير مسمى على الأراضي السورية التي احتلتها مؤخرًا.
وبعد سقوط نظام الأسد، احتلت إسرائيل المنطقة السورية العازلة، بالإضافة إلى "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترًا.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وإثر سقوط نظام بشار الأسد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ اتّفاق فض الاشتباك المبرم في 1974 بين سوريا وإسرائيل ملغى وأمر بنشر جنود إسرائيليين في المنطقة العازلة في الجولان والتي تفصل بين الجزء الذي احتلّته إسرائيل من هذه المرتفعات وضمّته إليها وبقية الهضبة السورية.