الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

بعد تقرير مناخي خطير.. الأمم المتحدة تدعو لتخفيف القيود على الطاقة المتجددة

بعد تقرير مناخي خطير.. الأمم المتحدة تدعو لتخفيف القيود على الطاقة المتجددة

Changed

نافذة إخبارية في يوليو 2021 حول تحذيرت أممية من مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض (الصورة: تويتر)
طلب الأمين العام للأمم المتحدة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري، وذلك بعد أن حطمت عدة مؤشرات مناخية أرقامًا قياسية مقلقة.

أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، خطة من خمس نقاط تهدف إلى تعزيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة، فيما تزامنت رسالته مع نشر تقرير مقلق للمناخ لعام 2021 صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. 

فقد دعا غوتيريش في رسالته إلى تشكيل تحالف عالمي لتسريع نشر تكنولوجيا البطاريات، وحث الدول على تخفيف قيود الملكية الفكرية لتسريع الانتقال من الوقود الأحفوري ومكافحة تغير المناخ.

أما المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فكشفت في تقريرها السنوي، عن أن أربعة مؤشرات رئيسية لتغير المناخ، وهي تركيزات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر وحرارة المحيطات وزيادة حموضتها، سجلت أرقامًا قياسية جديدة في عام 2021.

"مسلسل كئيب لإخفاق البشرية"

ووصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة التقرير بأنه "مسلسل كئيب لإخفاق البشرية في معالجة اضطراب المناخ"، داعيًا لتحقيق "انطلاقة" نحو التحول في مجال الطاقة، لأن "الوقت ينفذ".

ولفت غوتيريش إلى أن "نظام الطاقة العالمي مدمر ويقربنا أكثر من كارثة مناخية"، مضيفًا أنه في حين أن تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية انخفضت بشكل كبير، إلا أن هناك عقبات تحول دون انتشارها على نطاق واسع.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول والمصنعين وشركات التكنولوجيا والممولين إلى توحيد الجهود لتسريع عملية نشر البطاريات، والتي قال إنها مصلحة عامة ولا ينبغي أن تعوقها قيود الملكية الفكرية.

كما دعا إلى التنسيق الدولي لتوسيع وتنويع سلاسل التوريد لتكنولوجيا الطاقة المتجددة والمواد الخام، والتي تتركز في عدد قليل من البلدان.

ومن أجل زيادة إمكانية حصول الدول النامية في العالم على الطاقة المتجددة لتزويد سكانها المتزايدين بالطاقة، دعا غوتيريش أيضًا البنوك الخاصة والإنمائية إلى مضاعفة استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أمثال لتصل إلى 4 تريليونات دولار سنويًا ومساعدة البلدان الفقيرة في التكاليف الأولية المرتبطة بطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتوفر مصادر الطاقة المتجددة حاليًا 30% فقط من مصادر توليد الكهرباء في العالم، حيث لا تزال طاقات الوقود الأحفوري هي المهيمنة.

والمشكلة ليست فقط في الدول النامية، فقد قال غوتيريش أنه "في أوروبا، تستغرق الموافقة على مشروع طاقة الرياح ثماني سنوات". في الولايات المتحدة، أفهم أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عقد على المستوى الفيدرالي وحده، حيث يحتاج الملف إلى المرور بحوالي 28 وكالة فيدرالية".

تداعيات جديدة وخطيرة لتغير المناخ

أما المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فأظهرت في تقريرها أن محيطات العالم وصلت في عام 2021 إلى أكثر مستوياتها سخونة وحمضية على الإطلاق، بينما ساعد ذوبان الصفائح الجليدية في رفع مستويات سطح البحر إلى آفاق جديدة.

بحيث شهدت المحيطات أشد الظواهر تطرفًا، إذ أوردت المنظمة بالتفصيل مجموعة من الاضطرابات التي أحدثها تغير المناخ في تقريرها السنوي "حالة المناخ العالمي".

وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس في بيان: "مناخنا يتغير أمام أعيننا. الحرارة التي تحبسها غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان ستؤدي إلى سخونة كوكب الأرض لأجيال كثيرة قادمة".

وشدّدت المنظمة على أن مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان المسببين للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عام 2021 تجاوزت الأرقام القياسية السابقة.

وكان متوسط درجة الحرارة في العام الماضي على مستوى العالم أعلى بمقدار 1.11 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعة، حيث يقترب العالم من عتبة 1.5 درجة مئوية والتي من المتوقع أن تصبح بعدها التبعات والعواقب المترتبة على زيادة حرارة الأرض أشد قوة وحدّة.

وشهدت درجات الحرارة انخفاضًا طفيفًا في العام الماضي مقارنة بعام 2020 بسبب التأثيرات الملطفة المترتبة على ظاهرة "لانينا"، لكنه كان أيضًا من بين الأعوام السبعة الأكثر سخونة على الإطلاق.

وتتحمل المحيطات أكبر قدر من الأعباء المترتبة على زيادة الحرارة والانبعاثات. وتمتص المسطحات المائية حوالي 90 بالمئة من حرارة الأرض المتراكمة و23 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشري.

وذكر التقرير أن درجة حرارة المحيطات ارتفعت بشكل ملحوظ في العقدين الماضيين، مسجلة مستوى قياسيا جديدًا في 2021، وباتت أكثر حمضية من أي فترة سابقة منذ 26 ألف سنة على الأقل، لأنها تمتص كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتتفاعل معها.

وسيتعرض الملايين حول العالم لعواقب كارثية من مجاعة وجفاف وأمراض، في حال وصول الاحترار إلى درجتين مئويتين خلال العقود المقبلة، بحسب تقرير أعده خبراء المناخ في الأمم المتحدة العام الماضي.

ومنذ عام 2015، يتزايد احتمال تخطي مستوى 1.5 درجة مئوية خلال فترة قصيرة، إذ قدّر العلماء عام 2020 احتمال الوصول إلى هذا المستوى بنسبة 20%، قبل أن يرفعوا تلك النسبة العام الماضي إلى 40%.

ويمكن أن يحمل ارتفاع حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية آثارًا وخيمة، كإتلاف شعاب مرجانية وانحسار الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي.

المصادر:
ترجمات - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close