السبت 20 أبريل / أبريل 2024

بعد تمديدها.. المفاوضات "الصعبة" في قمة "كوب 27" مستمرة

بعد تمديدها.. المفاوضات "الصعبة" في قمة "كوب 27" مستمرة

Changed

نافذة إخبارية حول قمة "كوب 27" للحد من مخاطر التغير المناخي (الصورة: غيتي)
بعد تمديد مؤتمر المناخ في مصر ليوم واحد، تجري المفاوضات بصعوبة في غياب الاتفاق على القضايا العالقة.

لا تزال المحادثات الصعبة متواصلة اليوم السبت، في مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" الذي مُدِّد ليوم واحد على الأقل في غياب الاتفاق على نقاط خلافية عدة، بدءًا بتمويل الأضرار الناجمة من التغيّر المناخي التي تتكبّها الدول النامية.

وقرر رئيس القمة، وزير الخارجية المصري سامح شكري تمديد المفاوضات بين الأطراف المشاركة بغية التوصل إلى اتفاق حول النقاط الشائكة وتمديد نتائج القمة الختامية إلى السبت، بينما لم يخف قلقه شكري كما قال إزاء عدد القضايا العالقة.

وطوال ليل الجمعة السبت، عقد مفاوضو حوالي 200 دولة مجتمعين في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، اجتماعات ومباحثات ثنائية في محاولة للتقدّم على صعيد النقاط الشائكة، مثل مصير الطاقة الأحفورية أو التعويض على الأضرار الحاصلة جراء تغير المناخ، فيما بات يعرف بملف "الخسائر والأضرار".

ووعدت الرئاسة المصرية للمؤتمر التي انتقدت التأخّر الحاصل في هذه المفاوضات المعقّدة، الجمعة بتولّي زمام المبادرة. وحثّ شكري الأطراف على تكثيف الجهود في المفاوضات.

والجمعة، قالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه-روناشير إنّ "الاتفاق ليس بالضرورة في متناول اليد".

وأكّد مانويل بولغار-فيدال من الصندوق العالمي للطبيعة: "يجب تكثيف المفاوضات سريعًا. لا يمكن ترك هذا العدد من مواضيع التفاوض من دون نتيجة حتى المؤتمر المقبل".

ومن أكثر المسائل تعقيدًا مسألة "الخسائر والأضرار" التي لا تزال في صلب النقاشات، بعد الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها باكستان ونيجيريا. وتطالب دول الشمال بإنشاء صندوق خاص لتعويض هذه الأضرار.

ومساء الجمعة، سرى اقتراح جديد غير رسمي بعد مشاورات قادتها المملكة المتحدة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المفاوضات. ويتضمن الاقتراح طرق تمويل "جديدة ومحسنة" من بينها "صندوق" محتمل يموّله شركاء من القطاعين العام والخاص.

وكان "الميسّرون" الرسميّون عرضوا مسوّدة قرار حول هذه المسألة اقترحت ثلاثة خيارات، أحدها يشير إلى إنشاء صندوق تحدّد آليات عمله في وقت لاحق.

وقالت وزيرة التغير المناخي الباكستانية شيري رحمن، باسم مجموعة 77+ الصين التي ترأسها بلادها وتضم 130 دولة إن هذا الخيار مقبول "مع بعض التعديلات القليلة التي اقترحناها".

وتتحفظ الدول الغنية منذ سنوات على فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل هذه الأضرار، خشية أن تواجه مسؤولية قانونية قد تفتح الباب أمام تعويضات لا تنتهي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد سعى إلى حلحلة هذه العقدة بقبوله بشكل مفاجئ الخميس مبدأ إنشاء "صندوق استجابة للخسائر والأضرار". إلا أن هذا الصندوق يجب أن يمول من جانب "قاعدة واسعة من المانحين" أي من دول تملك قدرة مالية على المساهمة، في إشارة إلى الصين حليفة الدول النامية في هذا الملف.

ويطالب الأوروبيون بدعم من مجموعات أخرى بإعادة تأكيد أهداف قوية على صعيد خفض انبعاثات غازات الدفيئة. وقد رحّب سيفيه باينيو وزير المال في أرخبيل توفالو- المهدد بارتفاع مستوى مياه البحر- بالعرض الأوروبي معتبرًا أنه "تنازل واختراق كبيرين".

ولم تكشف الولايات المتحدة ولا الصين موقفهما من الاقتراح، فيما شخصت إصابة المبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري بكوفيد-19 في خضم المفاوضات.

مصير الطاقة الأحفورية

ومصير الطاقة الأحفورية التي تتحمل المسؤولية الأكبر في الاحترار المناخي منذ الثورة الصناعية، محور مناقشات مكثفة في "كوب 27".

وكان مؤتمر المناخ في غلاسغو العام الماضي حدد للمرة الأولى هدفًا يقضي بخفض استخدام الفحم الذي لا يترافق مع نظام لالتقاط ثاني أكسيد الكربون. وتريد بعض الدول تعزيز هذا الهدف من خلال ذكر النفط والغاز صراحة، الأمر الذي لا يلقى حماسة لدى الدول المنتجة.

ونشرت الرئاسة المصرية للمؤتمر مسودة وثيقة نهائية لا تلحظ إحراز تقدم حول هذه النقطة، لكنها تشير للمرة الأولى إلى ضرورة تسريع اعتماد إطلاقة المتجددة.

ودعت الوثيقة إلى "مواصلة الجهود لحصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية"، في إشارة واضحة إلى أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 التي كانت تخشى بعض الدول خفضها.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة