الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

بعد توقيع اتفاقيات في مجالات مختلفة.. هل تصبح إيطاليا شريكًا دائمًا للجزائر؟

بعد توقيع اتفاقيات في مجالات مختلفة.. هل تصبح إيطاليا شريكًا دائمًا للجزائر؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على مستقبل العلاقات بين الجزائر وإيطاليا (الصورة: الأناضول)
تعد الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر وإيطاليا محطة جديدة ضمن مسار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ما يجعل روما الشريك الأوروبي الدائم والمميزة للجزائر.

وقعت الجزائر وإيطاليا خمس اتفاقيات شراكة في مجالات مختلفة، يتقدمها الإعلان عن مشروع أنبوب جديد للغاز يربط البلدين مباشرة، بالإضافة إلى تطابق في المواقف تجاه القضايا الدولية.

وتأتي هذه الاتفاقيات تتويجًا للزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر.

وتعد هذه الاتفاقيات محطة جديدة ضمن مسار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تجعل إيطاليا الشريك الأوروبي الدائم والمميزة للجزائر.

تأتي الاتفاقيات تتويجًا للزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر
تأتي الاتفاقيات تتويجًا للزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر - الأناضول

وتتزامن الزيارة مع الذكرى العشرين لإبرام معاهدة الصداقة وحسن الجوار، إذ تريد روما أن تكون الشريك المدلل للجزائر، لا سيما في إمدادات الطاقة مستفيدة من الفتور الذي تشهده العلاقات بين الجزائر ومدريد.

سياسيًا، تم التأكيد خلال الزيارة على التطابق الكامل للرؤى بشأن العديد من الملفات أبرزها الأزمة الليبية وسبل حلها.

إذًا هي زيارة اقتصادية بامتياز يغذيها سياق دولي تطبعه الهزات التي يشهدها قطاع الطاقة في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.

وهي أول زيارة لرئيسة الوزراء الإيطالية إلى الجزائر بعد تقلدها رئاسة الحكومة، وتأتي في ظل سعي روما والجزائر إلى تعزيز الشراكة بينهما ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، حسب مراسلة "العربي".

"تعزيز للعلاقات الإستراتيجية"

وفي هذا الإطار، يعرب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر توفيق بو قعدة عن اعتقاده أن زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى الجزائر هي تأكيد وتعزيز للعلاقات الإستراتيجية التي تربط البلدين، مشيرًا إلى أن ميلوني حاولت من خلال زيارتها التأكيد على مجمل الاتفاقيات التي أبرمت في الفترة الماضية، وكذلك العمل على تعزيز التعاون في مجال الطاقة بمشاريع جديدة.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الجزائر أن أهم نقطة تم نقاشها والاتفاق عليها خلال الزيارة هي ضرورة إعادة بعث مشروع خط أنابيب جديد بين الجزائر وإيطاليا الأمر الذي تم تأجيله مرات عدة، بالإضافة إلى مد إيطاليا بخط آخر مرتبط بالكهرباء.

ويردف بو قعدة أن هذه الاتفاقيات المهمة في مجال الطاقة من شأنها أن تعزز من الأمن على مستوى الطاقة بالنسبة لإيطاليا، وكذلك العمل سويًا من أجل أن تكون روما مركز طاقة، تورد من خلاله إلى أوروبا.

"إيطاليا تطرح نفسها بديلًا لفرنسا"

ويتابع بو قعدة أن الزيارة تضمنت أيضًا مضامين سياسية، ولا سيما في ما يتعلق بخطة دعم إفريقيا من أجل وقف الهجرة، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تتوافق مع رؤية الجزائر التي طالما نادت بها من أجل الحد من الهجرة غير النظامية.

وبشأن التطابق في المواقف تجاه القضايا الدولية، يوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن وجهة هذا التطابق تتعلق بمجمل القضايا سواء في شمال إفريقيا أو في منطقة الساحل، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا بين الجزائر وإيطاليا حول ضرورة التعجيل بإجراء الانتخابات في ليبيا، ومحاولة مساعدة الليبيين في تجاوز الأزمة التي يعيشونها.

ويرى بو قعدة أن إيطاليا تطرح نفسها بديلًا لفرنسا في منطقة الساحل، وتعمل من أجل أن تكون شريكًا للجزائر للحفاظ على الأمن في هذه المنطقة من خلال تعزيز التنمية، وكذلك إشراك الأفارقة في مشاريع من شأنها الحد من الهجرة غير النظامية.

ويعرب عن اعتقاده أن ميلوني بعثت برسالة قوية إلى غريمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن كل البدائل التي انتهجتها فرنسا في منطقة الساحل باءت بالفشل، وجاء دور إيطاليا لتلعب دورها بأطر وأفق أخرى غير الممارسات التي كانت فرنسا تقوم بها في منطقة الساحل، والتي زادت الوضع سوداوية عما كان عليه قبل التدخل الفرنسي، حسب قوله.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close