شهدت قضية "موظف الأوبرا المنتحر" في مصر، يوم أمس الثلاثاء، تطورًا جديدًا بعد الكشف عن مضمون الرسالة التي قيل إن الراحل تركها قبل انتحاره، وسط شكوك أبدتها عائلة الموظف المتوفى.
وأثارت القضية ضجة واسعة بعد انتشار رسالة نُسبت إلى الموظف هاني عبد القادر، الذي ألقى بنفسه في نهر النيل حيث تضمنت الرسالة عبارات غامضة، كتب فيها: "ستراني في مرضك وضعفك وفشلك، ستراني في عقوق أبنائك، ستراني في غدر من حولك، ستراني في هجر أصحابك، ستراني في أحلامك المحطمة التي لا تتحقق".
ووفقًا لتقارير صحفية مصرية، خلّفت واقعة انتحار عبد القادر صدمة كبيرة بين زملائه في دار الأوبرا، الذين أجمعوا على حسن أخلاقه وسيرته المهنية. كما نعت دار الأوبرا المصرية موظف الإدارة العامة للمراسم والبروتوكول.
لكن معطيات جديدة برزت أمس، حيث نقلت صحيفة "المصري اليوم" أن النيابة العامة تلقت بلاغًا بوجود جثة طافية في نهر النيل، وتبين من التحقيقات أنها تعود إلى موظف دار الأوبرا المصرية.
حقيقة الرسالة
وأظهرت مناظرة الجثمان عدم وجود أي آثار إصابة، في حين أكد شقيق المتوفى أنه لا يشتبه بوجود شبهة جنائية. ومع ذلك، أشار إلى انتشار الرسالة المنسوبة إلى شقيقه على مواقع التواصل الاجتماعي، نافيًا أن يكون شقيقه هو من كتبها.

وبدأت بعدها التحقيقات حول سر تلك الرسالة التي أثارت تعاطفًا واسعًا، وجدلًا كبيرًا بشأن قضية وفاة عبد القادر، ليتضح وفق بيان النيابة العامة أن موظفًا سابقًا في دار الأوبرا يقف خلفها.
وأفادت صحيفة "الأهرام" أمس، بأن النيابة العامة قررت حبس المتهم باصطناع الرسالة المنسوبة زورًا لموظف دار الأوبرا المنتحر، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، واستعجال ورود تقرير قسم التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي.
اعتراف المتهم
وقالت النيابة العامة في بيان إنه وبإجراء التحريات، تبين أن موظفًا سابقًا بدار الأوبرا المصرية هو من كتب تلك الورقة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بخط يده، ووضعها كتعليق على إحدى المنشورات على تطبيق (فيسبوك) لشعوره بوقوع ظلم على المتوفى من جهة عمله، ما دفعه للإقدام على الانتحار.
وأضافت النيابة العامة أنه "وبمواجهة المتهم، أقر بصحة ما توصلت إليه التحريات، وقدم أصل المحرر المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأكدت أنه قد جرى عرض المتهم على قسم التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي لاستكتابه، وبيان عما إذا كان قد حرر بخط يده المحرر المضبوط المقدم بمعرفته من عدمه".