بعد حادثة اعتداء.. تونس تقصر زيارة "الغريبة" على اليهود المقيمين

أعلنت السلطات التونسية، الجمعة، قصر زيارة كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة هذا العام على اليهود المقيمين داخل البلاد، مع إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية المعتادة.

وقالت هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية لمعبد الغريبة، في بيان، إن زيارة المعبد خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 18 مايو/ أيار الجاري، ستقتصر على اليهود المقيمين في تونس فقط.

وأضافت أن الزيارة ستقتصر على أداء الطقوس الدينية داخل المعبد فقط، دون أي فعاليات احتفالية.

وأكدت الهيئة "تقديرها لجهود جميع السلطات (المحلية) من أجل إنجاح إحياء هذه الزيارة وتوفير أفضل الظروف لها"، مشددة على أن "تونس ستبقى أرض التسامح والتعايش والسلام".

ولم توضّح الهيئة في بيانها أسباب قرار إلغاء الاحتفالات، وقصرها على اليهود في الداخل.

اعتداء على صائغ يهودي في جربة

وجاء هذا القرار بعد تعرّض بائع جواهر يهودي في 8 مايو/ أيار الجاري لاعتداء بسلاح أبيض في مدينة جربة التونسية جرّاء خلاف لم تعرف السلطات أسبابه حتى الآن.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن روني الطرابلسي، ممثل الجالية اليهودية والوزير السابق أن دوافع الهجوم ما زالت غير معروفة، وقال: "في هذه اللحظة، لا نعلم ما إذا كان الهجوم معاديًا للسامية".

كما أوضح أن الصائغ "في حالة جيّدة" ولكنه "تعرض لإصابتين على مستوى أصابع اليد" و"جروح في الكتف والذراع".

وأضاف وزير السياحة السابق أنه تم نقل المصاب إلى المستشفى وأجريت له عملية جراحية في الكتف. وأشار إلى أن المهاجم كان يحمل سكينًا كبيرة "من النوع الذي يستخدم في الجزارة".

كما أكد أن المهاجم كان قد زار حي الصاغة في اليوم السابق، ما دفع بعض أفراد الجالية اليهودية إلى القول إنه "ربما قام بتخطيط مسبق".

تعليق ساعر يثير غضبًا في تونس

وأدان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الحادث الذي وقع الخميس. وكتب على منصة إكس: "أدعو السلطات التونسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الجالية اليهودية"، مذكّرًا بحادث مميت وقع قبل عامين خلال زيارة معبد الغريبة في جزيرة جربة.

وبحسب "فرانس برس"، أبدى الطرابلسي "انزعاجًا كبيرًا" من بيان ساعر، وقال: "نحن لا نعتمد على إسرائيل. نحن تونسيون. لا أفهم موقف وزير الخارجية الإسرائيلي الذي يطالب بحماية يهود جربة".

كما أثار تعليق ساعر على الحادثة غضبًا واسعًا بين التونسيين على مواقع التواصل، رافضين التدخل الخارجي في شؤون بلادهم ومؤكدين أن اليهود في تونس مواطنون تحميهم الدولة التونسية.

وكانت تونس تضم أكثر من 100 ألف يهودي قبل استقلالها في عام 1956. واليوم يقدر عددهم بنحو 1,500 شخص، تعيش الغالبية العظمى منهم في جزيرة جربة.

ومن المقرر أن تتم زيارة حج الغريبة اليهودية هذا العام يومي 15 و16 مايو/ أيار. ونُظم الحج اليهودي في السنة الفائتة بشكل محدود مع تواصل الحرب في غزة.