تعتزم السلطات في طاجيكستان، نشر كتاب يحث النساء على ارتداء الملابس التقليدية في كل جوانب الحياة، بعد حظر البلاد أزياء أجنبية الطراز العام الماضي لمحاربة "التطرف".
وقال المسؤول في وزارة الثقافة خورشيد نظامي لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء: "أعددنا مسودة توصيات بشأن الملابس الوطنية للفتيات والنساء في طاجيكستان"، مضيفًا أن "هذا الكتاب الذي هو بمثابة توصية يعتمد على المصادر العلمية والتاريخية، وكذلك الخبراء".
"حظر الترويج للملابس الأجنبية"
وأوضح "أن الكتاب المقرر نشره في يوليو/ تموز المقبل سيُوزّع "مجانًا في البداية" وسيتضمن الكثير من الأمثلة والصور.
وتأتي هذه الخطوة بعد أقل من عام على إصدار البرلمان الطاجيكي قانونًا يحظر ارتداد الحجاب وأزياء أجنبية التصميم في الدولة المسلمة بآسيا الوسطى، والتي كانت من دول الاتحاد السوفيتي سابقًا.
ونص القانون على "حظر استيراد وبيع وترويج الملابس الأجنبية وكذلك ارتداءها في الأماكن العامة" بناء على طلب الرئيس غير المتنازع عليه إمام علي رحمن.

حُجّة حفظ التقاليد
وسيقدم الكتاب الملابس التي تُدعى النساء إلى ارتدائها "حسب أعمارهن"، لا سيما "أثناء الاحتفالات، في العمل، وفي أوقات الراحة، وفي المسرح، وفي المنزل"، وكذلك بالنسبة "للبنات"، على حد قول المسؤول الطاجيكي.
وأضاف نظامي أن "التقاليد محفوظة بإضافات تصميمية تتوافق مع الاتجاهات الحديثة"، مضيفًا أن "من الممكن تطوير دليل منفصل للرجال".
والعام الماضي، أعيد إطلاق الحرب ضد التطرف في طاجيكستان، بعد اعتقال مواطنين طاجيك متهمين بالتورط في الهجوم الدامي على قاعة "كروكوس سيتي" في العاصمة الروسية موسكو في مارس/ آذار في العام ذاته.
وكان الزعيم الطاجيكي الذي تولى السلطة منذ عام 1992 قد وصف ارتداء الحجاب بأنه "مشكلة مجتمعية". ودعت السلطات النساء مرارًا خلال السنوات الأخيرة إلى "ارتداء الملابس على الطريقة الطاجيكية وعدم ارتداء الملابس الأوروبية الفاضحة، ولا الملابس السوداء والحجاب".
ولا يعد هذا الكتاب الأول من نوعه، إذ نشرت السلطات الطاجيكية كتبًا مماثلة قبل سنوات، لكن هذا الكتاب "يتفوق على الطبعات السابقة من حيث جودة الطباعة واختيار الصور والنصوص والمصادر التاريخية".
وفي طاجيكستان، يُحظر إطلاق اللحية الطويلة بحكم الأمر الواقع، بحجة محاربة "الإسلاموية والتطرف الديني"، بعد انضمام الكثير من المواطنين الطاجيكيين إلى صفوف الجماعات الجهادية في سوريا والعراق عام 2015.