السبت 26 نيسان / أبريل 2025
Close

بعد حملة ماسك.. موظفون أميركيون قلقون من عدم إيجاد بدائل

بعد حملة ماسك.. موظفون أميركيون قلقون من عدم إيجاد بدائل

شارك القصة

موظف فيدرالي يتظاهر ضد خطة ماسك
أثّرت خطة ترمب وماسك بشكل غير مباشر على الشركات المتعاونة مع الجهاز الفيدرالي - غيتي
الخط
أحدثت حملة ماسك غير المسبوقة على الموظفين المدنيين، في الأسابيع الأولى لتولي إدارة ترمب الثانية السلطة، هزّة في مختلف الوكالات.

منذ بداية عهد دونالد ترمب، بدأت إليزابيث "الحداد" على مسيرتها المهنية في قطاع تموله الأموال الحكومية، وتوجهت، على غرار آلاف الموظفين الأميركيين، إلى سوق يصعب على أمثالها إيجاد عمل فيها.

وفي غضون أسابيع قليلة وبدعم من الملياردير إيلون ماسك، الذي يقود وزارة الكفاءة الحكومية، أطلق دونالد ترمب خطة تقضي بتقليص حجم الجهاز الفدرالي الأميركي.

وأثّرت الخطة بشكل غير مباشر على الشركات المتعاونة معه، وأفضى إلى توقف خدمات بأكملها، وإلغاء وظائف، ووقف إنفاق.

وفي حديثها لوكالة فرانس برس، قالت إليزابيث (38 عامًا) والتي استخدمت اسمًا مستعارًا لتجنب تقويض فرصها في العثور على وظيفة: "بين ليلة وضحاها، اختفى مجال عملي برمته".

ومنذ 14 فبراير/ شباط الماضي لم تعد إليزابيث تتلقى راتبًا من شركتها المعتمدة ماليًا على عقود مبرمة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التي قلّصت الحكومة الجديدة مهماتها إلى الصفر تقريبًا.

حالة حداد

وأضافت: "من الناحية النظرية، يمكنهم الاستعانة بخدماتي مجددًا" في حال طعن قرار قضائي بإرادة السلطة التنفيذية.

وتعيش إليزابيث حاليًا "من مدخراتها" وستحظى بتغطية صحية حتى نهاية مارس/ آذار فقط، مضيفة: "كأنني في حالة حداد، وأحاول أن أعرف كيف سأتمكن من كسب لقمة العيش".

وبدأت تتقدم لوظائف، لكن من دون جدوى. وقالت "كثيرون يمرّون بحالتي".

وما زال من الصعب تقدير عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب خطة تقليص حجم الجهاز الفيدرالي.

وتشهد الولايات المتحدة معدل بطالة منخفضا جدًا تبلغ نسبته 4%، لكن يتوقع أن يبدأ ظهور تأثير القرارات الأخيرة في الأرقام الرسمية بعد أسابيع بحسب خبراء اقتصاد.

وقبل تنصيب دونالد ترمب، تعد الحكومة الفدرالية أكبر صاحب عمل في البلاد، مع وجود 2.4 مليون موظف في القطاع العام باستثناء خدمات البريد والجيش، أي 1.5 بالمئة من إجمالي العمالة باستثناء قطاع الزراعة.

وقال الخبير الاقتصادي في مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية دين بايكر: "حتى لو تمكنوا من صرف 10 بالمئة من الموظفين، فإن التأثير لن يكون هائلا على الورق، ولكن يعتمد ضعف عدد هذه الوظائف ربما، على عقود توفير خدمات فدرالية، ما قد يكون له تأثير أكبر بكثير".

وتوقع آرون سوجورنر وهو خبير اقتصادي متخصص في قضايا التوظيف في معهد أبجون لأبحاث التوظيف، أن "يتسع تأثير ذلك على الاقتصاد بمرور الوقت".

وينصب التركيز منطقيًا على العاصمة وولايتي ميريلاند وفيرجينيا المجاورتين لها حيث 6% من اليد العاملة النشطة موظفة في الحكومة الفدرالية، وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث.

"علماء وطلبة دكتوراة دون آفاق"

لكن آرون سوجورنر أشار إلى أن 80% من الموظفين الحكوميين موجودون خارج هذه المنطقة، ففي ولايات مثل وايومينغ ونيومكسيكو وأوكلاهوما، يمثل هؤلاء العمال أكثر من 2 بالمئة من إجمالي العمالة.

ورغم انخفاض معدلات البطالة، رجّح سوجورنر أن يكون خوضهم مجالات أخرى صعبًا، "وخصوصًا إذا تم تسريح عدد كبير من الموظفين الحكوميين والمقاولين في الوقت نفسه".

مظاهرات الموظفين الفيدراليين
تعد الحكومة الفدرالية أكبر صاحب عمل في الولايات التحدة، مع وجود 2.4 مليون موظف في القطاع العام - غيتي

وقال: "سيكون الأمر أسوأ لو كانت معدلات البطالة أعلى، لكن التوظيف ما زال منخفضًا نسبيًا في الوقت الراهن، لذا فهذا ليس الوقت المناسب للبحث".

ورأى دين بيكر الذي لا يخفي معارضته للثنائي ترمب/ماسك على حسابه بمنصة إكس، أن "الكثير من العلماء وطلبة الدكتوراه لم يعد لديهم أي آفاق هنا".

وأعرب عن اعتقاده بأن "بعضهم، وخصوصًا في صفوف الشباب، سيبدؤون في البحث عن عمل خارج الولايات المتحدة".

وتخطط إليزابيث للعودة إلى السكن مع والدتها على بعد مئات الكيلومترات من واشنطن في حال لم تتمكن في إيجاد عمل.

ووزارة الكفاءة الحكومية "دوج" التي يديرها ماسك هي كيان يملك صلاحية على كل القطاعات الفدرالية. وقوبِلت حملة خفض الإنفاق الحكومي بردود فعل معارضة وبحزمة من الأحكام القضائية المضادة.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب