تأتي سيدة عجوز بشكل يومي إلى مشرحة بلدة بوتشا شمال شرقي كييف. تحضر وهي تحمل معها صورة لجثة متفحمة تقول إنها صورة ابنها في انتظار نتيجة فحص الـ"دي إن إي" بين مئات الجثث المخزنة أو المتحللة قبل أن تكتشف أن جثة ابنها تم تسليمها لسيدة أخرى قامت بدفنها.
وتقول لـ"العربي" إنهم سلموا جثة ابنها لسيدة أخرى قالت إنها والدته، "لكنها جثة ابني أنا أعرفه جيدًا وأعرف الملابس التي كان يرتديها آخر مرة لكنهم لا يصدقونني".
ويلفت المسؤولن المحليون إلى أن ملف الضحايا لم ينته بعد، فمقاطعة إربين قرب العاصمة وحدها قتل فيها ما لا يقل عن ألف وخمسمائة مدني وعسكري، ثلاثون بالمئة منهم لم يتم التعرف عليهم.
جثث مجهولة الهوية
وهناك المئات من الجثث ما تزال مجهولة الهوية بسبب التفحم أو التحلل إضافة إلى مشاكل حقيقية تحتاج إلى مزيد من الوقت لحلها.
دمار واسع في الطرق والمنازل والأبنية في #إربين إثر الهجمات الروسية #أوكرانيا #روسيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/xcToqNacZ8
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 6, 2022
وعلى الرغم من محاولات عمال البلدية لإصلاح ما خربته آلة الحرب، فإن صور الدمار واستهداف الأبنية والأسواق تكشف عن حجم الدمار وشراسة المعركة التي شهدتها مقاطعة إربين.
هذا في حين يتحدث القادة العسكريون عن نصر كبير حققه الجيش الأوكراني ضد الجيش الروسي.
ويقول سيرخي شابتكو وهو نائب رئيس بلدية بوتشا لـ"العربي": إن الجيش الروسي تكبد هزيمة إستراتيجية في هذه المنطقة وخسر الكثير من جنوده وآلياته فقرر سحب بقية القوات إلى الجبهات الأخرى.
وبحسب مراسل "العربي" فإنه على الرغم مما تصفه كييف بأنه نصر لقواتها فإن ثمن هذا النصر بشريًا وماديًا كان كبيرًا جدًا، والأكيد أن تفاصيل خطة وتكلفة إعادة الإعمار ستأخذ الكثير من الأخذ والرد ولكن ليس قبل أن تضع الحرب أوزارها.